الجهات المسؤولة في منطقة حائل لبحث سرعة تسلم جثمان ابنه من سلطات الأمن لكي يتسنى لأسرته دفنه في مدينة بريدة في منطقة القصيم مسقط رأسه.
لم يكن لديه أول الأمر ما يقوله تعليقًا على حادثة مقتل ابنه في المطاردة الأمنية التي أسفرت عن مقتل رجلي أمن وإصابة ٣ آخرين حين ألقي ابنه وزميله قنبلة يدوية عليهم ورافقها تبادل كثيف في إطلاق النّار من الطرفين انتهى بمقتل يوسف واستسلام زميله بعد حصار دام ساعات في منطقة برية من مساء السبت إلى صباح أول من أمس، وبعد أن هدأت أعصابه قليلًا، سأل صالح وكان يفضل أن ندعوه بـ (أبو أحمد)، على الفور: ماذا تود أن أقول في هذا الظرف؟
وتابع بعد أن صمت لثوان (نحن في ظرف أمني حساس تعيشه الدولة والمجتمع ولابد أن تتوحد مشاعرنا في اتجاه حفظ الأمن والمجتمع) إلا أنّه استدرك وقال (يوسف أحد أبنائي الذين تراهم هنا، وهو مختف منذ سنوات، ولا يعلم عنه أي شيء إلى حين صدر بيان وزارة الداخلية المتضمن قائمة المطلوبين الـ ١٩ لقد فاجأني صوته، إلَّا أنّه من بعدها لم نسمع له أي صوت، لقد قضى نحبه، بصورة لم نتمن يومًا أن يكون عليها أحد أبناء الوطن.
في إحدى زوايا المجلس الذي ضم والد يوسف وأشقاءه أحمد وعبد السلام وعبد المجيد وأحد أقاربهم، كان شقيق يوسف الأصغر ينظر باتجاه صورة شقيقه الذي غاب وهي تنتشر على الصفحات الأولى من الصحف المحلية المتوزعة في أرجاء المجلس، كان يحدق النظر طويلًا أمام صورته وبجانب منها صورة أخرى لموقع الحدث في منطقة حائل، ويبدأ حينها في تبديل نظراته من يوسف إلى أبيه دون أن يقدم أي تعليق.
وكان الحديث ينتقل بين الأب وابنيه أحمد وعبد السلام في بحث واستجداء للوصول إلى رأي حول ما حدث، إلَّا أنهم أجمعوا على الرفض التام لكل ما بدر.