ردود الفعل في المنزل كانت هادئة، وقد بدأوا يؤمنون بأن ما حدث كان شيئًا مكتوبا وقضاء من الله، ويشير عبد السلام (منذ سنوات لم نره، ولذا كما قال والدي صدمة فقدانه كانت أقل من الطبيعية، فنحن افتقدناه ليس أمس، بل من سنوات)، وقد زار ثلاثة من أسرة العييري مستشفى حائل صباح أمس وتمكنوا من التعرف على جثة يوسف المحفوظة في ثلاجة المستشفى، إلَّا أن موعدا أكيدا لتسلمها ودفنها بعد الصلاة عليها لم يتحدد بعد حتى غروب شمس يوم أمس.
ولد يوسف في مدينة بريدة قبل أن ينتقل في أول عمره مع أسرته إلى مدينة الدمام بعد أن حصل والده التربوي على التقاعد الحكومي المبكر ليتفرغ للتجارة، فدرس يوسف في المدارس الحكومية بحي الجلوية وانقطع عن دراسته حين سافر إلى أفغانستان للقتال إلى جانب نظام طالبان البائد، وسبق أن أوقف في الأجهزة الأمنية للاشتباه به في حوادث أمنية، إلَّا أنّه أفرج عنه بعد ثبوت براءته من التهم التي وجهت إليه.
وكان يوسف العييري قد بعث برسالة قبل ثمانية أيام تناقلتها صفحات الحوار على شبكة الإنترنت وعنونها بـ (رسالة من يوسف العييري أحد المطلوبين التسعة عشر إلى عموم المسلمين) حاول خلالها تبرير موقفه في التغيب والاختفاء ونفي صلته بشقة إشبيليا التي ضبطت بها المتفجرات في السادس من مايو (أيار) الماضي، أو أية علاقة مع الأسماء التي تضمنتها قائمة الـ ١٩، إلَّا أنّه عاد في الرسالة وعلق على رسالة أحد المطلوبين في القائمة على الفقعسي وأكد على صحة نسبة الرسالة إليه، وإني أؤكد في رسالتي هذه على ما قاله في رسالته، وأشار في الرسالة إلى أن بيان الوزارة أن يشغله عن جهاد اليهود والصليبيين، ولن تجرنا إلى مواجهة مع رجال الأمن.
واستدرك في الرسالة وشدد على أنهم يحتفظون بحق دفع الصائل المعتدي علينا مهمًا كان شكله وهيئته وانتماؤه ودينه، فمن أراد إيصالنا لأمريكا، أو تنفيذ ما