قابلته في شهر رجب من عام ١٤٣٦ هـ فوجدته وهو في المائة حاضر الذهن قوي الذاكرة يحفظ كل ما يتعلق به وأكثر ما يتعلق بغيره، مما عرفه إلَّا التاريخ فلم يكن يهتم به، أي تاريخ السنوات التي وقعت فيها الأحداث.
قلت له: إن الذي نعرفه من الإخباريين والعارفين عن أسرتكم أنكم متفرعون من أسرة الجرياوي الذين يوجدون في بريدة، وبعضهم استمر على اسم (الجرياوي) ثم هاجر من بقي منهم قبل مائة سنة أو نحوها إلى الكويت، والعراق وانقرضوا، ولكن كان لهم ملك في العكيرشة بيع قبل نحو خمسين سنة.
فقلت له: إن اسم أبناء عمكم (الجرياوي) ومنهم شخص ذكرت له شهادته في حدود عام ١٢٧٠ هـ.
فقال: هذا لا يغير من الأمر شيئًا.
وكان محمد الغصن هذا رغم بلوغه سن المائة مكبًا على المطالعة لا يمل منها، بل هي كانت هوايته المستمرة، وقد طلب مني نسخًا من بعض كتبي في الرحلات فأرسلتها إليه مع ابن أخيه المهندس ناصر بن إبراهيم الغصن فقرأها كلها كما قال لي لأنه ذكر لي أشياء مما شدت انتباهه فيها أو في بعضها.
وأخبرني محمد بن ناصر الغصن أنه كان يذهب بالتجارة إلى مكة المكرمة على الإبل قبل وجود السيارات، ومرة تاجر بسمن أرسله معه والده لأنه ثري، وذلك على الإبل قبل وجود النقل بالسيارات.
قال: فأتيت إلى شخص في مكة نعامله فقلت له: بع السمن هذا بسعر السوق بسرعة واشتر لي بثمنه (طوابق خام ابوبس) بسرعة، وذك أنني أعرف أن بعض الجماعة، ومنهم صاحب بضاعة مثل بضاعتي مملوكة لعمي عبد العزيز الإبراهيم الغصن وفلان وفلان من أهل بريدة فكان أن سبقتهم على