للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لقد كان راشد الدريبي يتقلب في سياسته حسبما يؤدي إليه اجتهاده في الحفاظ على الإمارة، ولذا رأيناه مرة يتقارب مع الحكم الناشيء: حكم الدولة السعودية الأولى فيغزو مع الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود إلى عنيزة، وهذا مذكور في التاريخ، ثم رأيناه بعد ذلك يتحالف مع أعداء آل سعود، وبخاصة (العريعر) حكام الأحساء وما حوله.

ثم إنه فيما يتعلق بالأحداث الداخلية والصراع على الحكم في بريدة وما يتبعها من القصيم نرى أن أبناء عمه من آل حسن من آل أبو عليان الذين ينازعون جماعة الدريبي على الحكم يتبادلون معه الغزو تلو الغزو والانقلاب بعد الانقلاب.

وقد سجل المؤرخون شيئًا من ذلك.

قال أحدهم: وفي سنة ١١٨٣ هـ سطوا (آل أبو عليان) على ابن عمهم راشد الدريبي في بريدة وأخرجوه عنها، واستولوا عليها.

ومعلوم أن معني سطوا عليه هو أنهم هجموا عليه يريدون انتزاع الإمارة منه وقتله إذا قاوم وهو سيقاوم، ولكن راشد الدريبي واسع الحيلة، فإنه عندما لم يجد عنده القوة لمقاومتهم هرب وجعل يستعد لإعادة الكرة عليهم، وقد نجح في ذلك.

وهكذا قال إبراهيم بن عيسى:

قال ابن عيسى: في عام ١١٨٣ هـ سطوا (آل أبو عليان) على ابن عمهم راشد الدريبي في بريدة، وأخرجوه منها، واستولوا عليها (١).

وقد أورد المؤرخ ابن بشر هذه الواقعة بغاية الاختصار، فقال في حوادث سنة ١١٨٤ هـ:

وفيها سطوا آل ابن عليان على راشد الدريبي في بلد بريدة واستولوا عليها (٢).


(١) خزانة التواريخ، ج ٩، ص ٧٦.
(٢) عنوان المجد، ج ١، ص ١١٥، (الطبعة الرابعة).