والفقرة التالية تبين أو يفهم منها أن راشد الدريبي بقي خمس سنين خارج الإمارة ثم عاد إلى إمارة بريدة في عام ١١٨٨ هـ مستعينًا بجنود عريعر بن دجين آل حميد رئيس الحساء والقطيف، إذ ذكر المؤرخون ذلك تفصيلًا.
وكان الذي على إمارتها من آل حسن (عبد الله بن حسن) الآتي ذكره، فقبض عليه عريعر بن دجين وأخذه معه أسيرًا، وتسلم الإمارة راشد الدريبي.
ولكن راشد الدريبي لم يهنأ بالإمارة، ففي السنة التي بعدها جاء الإمام سعود بن عبد العزيز إلى بريدة غازيًا معه الأمير السابق عبد الله بن حسن فحارب ومن معه راشد الدريبي وضيق عليه الخناق في بريدة حتى اضطر إلى أن يعقد اتفاقًا مع غريمه الأمير عبد الله بن حسن، وأن يسلم الإمارة له ثم يخرج من بريدة (١).
وقد فصل المؤرخ حسين بن غنام واقعة مجيء راشد الدريبي مع عريعر وتسلمه الإمارة بعد القبض على عبد الله بن حسن، وننقل نص كلامه، وإن كان فيه بعض السجع غير المعتاد عند غيره من المؤرخين، فقال في حوادث سنة ١٢٨٨ هـ:
وفيها نزل عريعر مع بني خالد وعنزه على بريدة، وعمل فيها مكره وكيده وأقام بها بعض أيام وهو يحاول في أهلها بالخديعة والإبرام وتليين الجناح لهم في الكلام، فجاشت إلى ذلك قلوبهم وحاطت بهم ذنوبهم، فاستدعى عريعر أميرها عبد الله بن حسن الخروج إليه والمواجهة، حتى يكون الخطاب مشافهة، فاغتر بذلك وظهر وسار إليه وابتدر، فعند ذلك حجر عليه وأسير، فدخلت المدينة على حين غفلة من أهلها، وكان ذلك على حين غفلة بلا تثبت ومهلة، وبئس هذه الفعلة وما أقبحها من خصلة.
فجالت في البيوت أولئك الأعراب وكسروا لتلك الأبواب، فلم يجد أهلها من ذلك مهربًا ولا ألفوا للنجاة مطلبًا، وشمّر راشد الدريبي لذلك إزاره، وقصد