بشخص مدعوس (مدهوس) وخضت في أمعائه، سميت الله، واقشعر جسدي نهضت عنه مسرعًا وجمعت أطراف ثوبي الملطخة بالدماء وتركت عصاي.
ذهبت إلى عبد العزيز الغنيم رحمه الله من أعيان بريدة المعروفين بالفزعة (١)، لأن بيته قريب من موقع الحادث، قرعت عليه بابه، خرج علي أبو صالح، وبعد السلام عليه، أخبرته أن هنا بالشارع شخصًا مدعوسًا وأنه الآن مضرج بدمائه.
وطلبت منه يقول راوي السالفة ماء لغسل ثوبي من الدم.
أحضر أبو صالح الماء وأحضر سراجا، (مصباح يستعمل بواسطة الجاز) لينير علي وأنا أغسل الدم من ثوبي.
نظرنا إلى ثوبي فلم نر دما، تعجبنا، وذهبنا مسرعين أنا وأبو صالح إلى مكان الحادث لم نر أحدا مدعوسا، ولا حتى أثرا لسيارة، قال لي أبو صالح: أنت متأكد من الشخص المدعوس؟ قلت نعم: متأكد مثلما أنت أمامي عبد العزيز الغنيم.
تعثرت به وسمعت أنينه من تحتي من شدة إصابته، وتركت عصاي فوقه وها هو عصاي.
قال أبو صالح: لعله زحف هنا أو هناك، درنا جميع جهات الشارع فلم نعثر على أي أثر له.
قال أبو صالح: لعله الجني الذي أشغل الناس بهذا المكان؟ قلت: يمكن يكون هو.
أما الذي تعثرت به فلا عندي أدنى شك إلا أنه إنسي مدعوس لمسته بيدي هاتين وسمعته وهو يئن من الوجع.
(١) عبد العزيز بن سليمان الغنيم توفي ٢٤/ ٣/ ١٣٩١ هـ رحمه الله.