حضر بعض الرجال الخارجين للصلاة وأخبرناهم الخبر، قالوا: هذا جني كل ليلة يتعرض للناس بأشكال مختلفة فقد رآه الليلة الفائتة فلان بشكل كذا، وآخر راه بشكل كذا.
يقول راوي السالفة: قلت لهم وأنا رأيته الليلة بشكل شخص مدعوس (مدهوس)(١).
ومنهم عبد الله بن سليمان الغنيم أخو طمَّام ويلقب الأسود لأنه كان أسمر اللون بالنسبة إلى بقية الأسرة الذين هم بيض الألوان، كان يداين أهل الأسياح وغيرهم، وعمر دهرًا حتى كاد يجمع الذين عرفوه أنه عمر مائة وعشر سنوات، ومع ذلك بقي عقله جيدًا وتفكيره سليمًا إلى ما قبل موته بساعة واحدة.
مات في عام ١٤٠٧ هـ.
ومن الطرائف التي يحكيها عنه إخوانه وبعض أسرته: أنه كان يظن أنه عائن - أي يصيب الناس بعينه.
وأقول أنا كاتبه محمد العبودي: إن ذلك ناشيء عن سعة عينيه وحدَّة نظرهما، إذ عرفته واسع العينين، حاد النظرات، مع سمرة فيه بالنسبة إلى بقية أفراد أسرته الذين هم من البيض.
قالوا: وكان العوام يعتقدون أن (العائن) إذا صُلِّي عليه مثل صلاة الميت ذهب عنه ذلك فأصبح لا يصيب الناس بعينه.
ولكنه لا يعترف بأنه (عائن) ولذلك لا يرضى أن يصلوا عليه صلاة الجنازة وهو حي.
قالوا: فوجدناه مرة نائمًا فاجتمعنا وصلينا عليه صلاة الجنازة فذهب عنه