بحيث كانوا يرون أنهم ليسوا أهلًا للتأليف أو يرون أن العلماء الأوائل قد ألفوا في أصول الدين وفروعه ما لا مزيد عليه أما التاريخ والأدب والشعر فإنه لا محل له من الإعراب عندهم.
ولذلك حتى إذا كان المرء منهم ذا ملكة أدبية لم يستطع تنميتها أو لم يرد ذلك.
ولهذا السبب لم نجد عند علمائنا مؤلفات أو رسائل أو تاريخ على مقدار علمهم أو على مقدار التحديات التي واجهتهم.
وقد سألت أحفاد الشيخ عبد الله بن فدا عما إذا كان يوجد لديهم له شيء من التأليف أو الرسائل؟ فذكروا أنه لا يوجد إلَّا ورقة واحدة في بيان الربا والتحذير منه، ولكنها فقدت في السنين الأخيرة.
أما زهد الشيخ عبد الله بن محمد الفدا في الدنيا وترفعه عن مقابلة الحكام فضلًا عن الخضوع لهم فهو مما لا يكاد يوجد له نظير إلَّا في علماء السلف الصالح من الزهاد والعباد.
وقد سألت زميلنا الشيخ عبد الكريم بن عبد الرحمن الفدا وهو حفيد الشيخ عبد الله فحدثني عن أبيه الشيخ عبد الرحمن الفدا الذي كان شاهد عيان عليها.
قال: سأل عبد العزيز بن رشيد بعد أن تولى الحكم عن علماء القصيم فذكر له الشيخ عبد الله الفدا، وكان يسمع به قبل ذلك فأخذ معه عددًا من المقربين منه، وتوجهوا إلى بيت الشيخ بجانب المسجد الذي يؤم فيه وهو المعروف بمسجد ابن فدا الذي أم فيه زميلنا وصديقنا حفيده عبد الكريم الفدا خمسًا وستين سنة.
قال ابنه عبد الرحمن: طرق ابن رشيد الباب على الوالد، وكان من عادته في بيته أن يلبس ثوب خام، والخام قماش خشن سميك نوعًا ما، ويضع ما