وقال الأستاذ عبد الرحمن بن محمد الراشد الحميد في كتيب كتبه عن حياة والده:
جد والدي لأمه هو الشيخ عبد الله الفدا من علماء عصره في علومه، يروي الوالد أن الملك عبد العزيز وصل إلى بريدة ذات مرة وأراد أن يزور الشيخ ابن فدا وكان الشيخ تلك الساعة يصلي نافلة الضحى فأراد أبناء الشيخ أن يستحثوا والدهم لإنهاء صلاته ومقابلة الملك فقالوا (ابن سعود) فرد قائلًا: السعود فوق.
وقد روى لي مباشرة سليمان الصالح المطوع متحدثًا عن الشيخ عبد الله الفدا قائلًا: عندما كنت شابًا وفي سن عبد الرحمن بن الشيخ عبد الله وكنا جيران وأصدقاء بأنه ذات مرة آتى أحد أقدم رجال الملك عبد العزيز وأقربهم إليه واسمه شلهوب الزيارة الشيخ مرسلًا من الملك عبد العزيز تبعته أنا وعبد الرحمن لنرى ماذا يريد من الشيخ فتقدم إليه وقال له يسلم عليك (الشيوخ) الملك ومد للشيخ صرة بها قطع ذهبية فرفض الشيخ استلامها قائلًا: الذي يمد يده لا يمد رجله، فعاد شلهوب بالصرة وتبعته أنا وعبد الرحمن، وفينا حسرة على هذه الصرة، ولما أقبل شلهوب على الملك عبد العزيز حيث كان جالسًا أمام قصر بريدة بالساحة العامة أخذ يلوح الصرة بين يده والهواء إشارة إلى رفض الشيخ لهذه الصرة.
قلنا: إن الشيخ عبد الله الفدا زاهد عابد، ولذلك ليس له اهتمام معروف بالدنيا أو تنمية المال، ومع ذلك وجدنا له مالا داين به عبد العزيز بن فلاج وهو ثمانية وخمسون ريالًا أجل وفائها في ربيع الثاني من سنة ١٣٠٨ هـ وهن عوض مرود أي الدراهم لم يتسلمها ابن فلاج نقدًا لئلا يدخلها الربا، وإنما تسلم بضاعة هي المرود الذي سيأتي التعريف به قريبًا، وعبد العزيز شري بهن بكرتين مجاهيم، أما البكرة فإنها معروفة وهي الفتية أي الشابة من النوق، والمجاهيم: السود.
ولكن اللافت للنظر قول الوثيقة: وهن داخلات بالرهن السابق لمحمد الرشيد الحميضي.