ويعظهم ويرشدهم ويجلس للطلبة فيه، فالتف إلى حلقته طلبة كثيرون، وأحبه أهل البلد فكان ضيفًا مكرمًا ومبجلًا عندهم وذا مكانة مرموقة، وكان له صوت حسن، فكان أبو وادي يخلفه أحيانًا في الصلاة، وفي التراويح رمضان، وكان يحضر في حلقات الجد صالح بن عثمان القاضي بالجامع ويناقش مع الطلبة، ويفيد ويستفيد، ولا زال ذكره في مجالس عنيزة وفي بريدة سمرًا للمتحدثين لما اتصف به من ديانة وعفة وورع وزهد وأخلاق عالية.
وكان يدور على مساجدها فيعظهم ويتفقد المتخلفين فيناصحهم، وكان عازفًا عن الدنيا مقبلًا إلى الله والدار الآخرة، وله تلامذة تخرجوا على يديه.
إلى أن قال:
وله مؤلفات فمنها القول المتين في الرد على المتحايلين، وله منسك مخطوط بقلمه المتوسط على مذهب الحنابلة، ووظائف التقطها من ابن رجب ووشحها من ابن الجوزي مخطوطة أيضًا بقلم صالح الدامغ، رأيتها مع ابن ادبيان يقرأ بها على جماعته سنة ١٣٨٠ هـ، بورقات رمادية من جمعه.
وكان يميل إلى الشدة في الدعوة، وله أنصار وأعوان وشعبية ولهم مهابة، وكان قليل الإختلاط بالناس خصوصًا لما أرهقته الشيخوخة لازم مسجده، وكان حسن الصوت جدًّا ومربوع القامة نحيف الجسم قمحي اللون متوسط الشعر، توالت عليه الأمراض في آخر حياته ووافاه أجله المحتوم مأسوفًا على فقده في بريدة، وذلك بمرض وباء نجد سنة ١٣٣٧ هـ سنة الرحمة (١). انتهى.