لأنه كان دائمًا يشكو من التهاب الزائدة الدودية، ولم يكن هذا الداء معروفًا، فكان يعتقد أن ما يشكو منه رحمه الله ما هو إلَّا مغص.
فشرب تلك الشربة فمات بعدها بساعات رحم الله أبا فهد رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته وأموات المسلمين.
وفيما يلي بعضًا مما استحضره أبو سليمان عبد العزيز وباقي الرواة.
الملك عبد العزيز يتمناه يكون من رجاله:
كان سيام رحمه الله يبيع جمالًا في مدينة الرياض، وكانت الجمال تباع آنذاك بالصفاة بالقرب من قصر الحكم، وكانت جماله منوّخة بانتظار بيعها.
جاء مجموعة من الرجال فضربوا جمال سيام يريدونها تنهض فتَّحُتْ بعرها فيجمعه الرجال ويبيعونه لاستعماله كوقود مثل الحطب قبل وجود الغاز والكهرباء، وكان يسمى (جلَّة)، ومن عادة الجمال أنها عندما تنهض فإنها ثُبعر، فيجمع الباعة الجلة (البعر).
رأي سيام ما يُفعل بجماله من ضرب، فحذر الرجال من فعلهم فضربه أحدهم واحتقره، فدافع سيام عن نفسه ورد الضربة بضربتين فساعد الرجال صاحبهم المضروب فأحاطوا بسيام يضربونه فاستشاط غضبًا وأخذ يصفع الرجال الواحد تلو الآخر ومن صفعه سيام صفعة واحدة سقط على الأرض فلم ينهض بعدها.
علم الملك عبد العزيز رحمه الله بالمشاجرة وكان موجودًا في قصر الحكم، فاستدعاه وسأله من أين هو؟
فأخبره أنه من بريدة. فقال الملك: من بريدة؟ ونعم بأهل بريدة أولاد علي، فطلبه الملك أن يكون من رجاله، فاعتذر سيام لأن له أمًّا لا تستغني عنه.