للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فاستلم الثمن واستلموا الغنم، والمسكين السمسار ينفض رأسه ليصحو من قوة الضغطة، وينظر إلى سيام، ويقول: ما هذا الحظ الذي رمانا مع هذا الرجل؟ وكان لا يعرفه.

يصرخ ويرمي الريال:

اشتري سيام جملًا من أحد الباعة وسلمه ريال عربونًا للثمن، وكان الجمل أثناء شرائه منوِّخًا.

فلما نهض الجمل وتفحصه جيدًا لم يعجب سيام الجمل، فقال لصاحبه: لقد عدلت عن شراء الجمل، فقال صاحبه: لقد اشتريت وسلمتني العربون، وباقي ثمنه سوف تسلمني إياه متى ما توفر ثمنه لديك.

قال سيام لمن حوله: انظروا إلى الريال أين يسقط، يقول هذا الكلام وصاحب الجمل لا يسمع.

فقرب منه سيام ووضع إصبع رجله على رجل صاحب الجمل فضغط عليه بإصبعه، وهو يقول: عطني ريالي، فصرخ الرجل من شدة الضغط ورمي الريال من غير وعي، وقال: خلاص، خلاص، خذ ريالك، رميته، ابحث عنه.

وكان الحاضرون قد لقطوه من الأرض قبل أن يندفن بالرمل، رماه بعيدًا، فأخذ سيام رياله وانصرف (١).

وقال الأستاذ ناصر بن سليمان العمري:

اشتهر سليمان العلي الفضل بالقوة والشجاعة، وقد سافر إلى مكة المكرمة لاستلام رواتب عسكريين متخلفة لدى القيادة في مكة المكرمة، وكان معه وكالة باستلام الرواتب، ووصل إلى مكة المكرمة واتجه إلى مكتب القيادة في جرول، ودخل المكتب وقدم الوكالة القائد حسني، ولم يحسم الأمر ووقف


(١) من سواليف المجالس، ج ٦، ص ٢٤ - ٣٦.