ينتظر ويحاور القائد، وتدخل رجل يقال له أبو كروش وسمع منه سليمان العلي الفضل كلامًا لم يرضه، وقد قطع الصحراء على ناقته من بريدة إلى مكة، فغضب سليمان العلي الفضل ومسك أبا كروش من عنقه بيد واحدة ورفعه من الكرسي وتركهـ معلقًا في يده وقد خنقه حتى كاد أن يموت وبال على ملابسه وعلى فراش المكتب فتركه يسقط على الأرض وأهمله فنفض أبو كروش وهو رجل أسود البشرة ملابسه وهرب وترك المكتب، فقال حسني: يا أخانا من أين جئت أنت؟ فقال: أنا شربت ماءً لم يشربه زميلك غير المؤدب وتحركت أصابع حسني وكتب إلى الصندوق: تصرف الرواتب المستحقة لموكلي سليمان العلي الفضل، فاستلمها وانصرف وعاد إلى بريدة.
أما أبو كروش فقد كانت له تدخلات وتطفلات، وكان يؤذي الناس في ذلك المركز العسكري الكبير فضعفت سلطته وانكمش على نفسه (١).
وقد أورد الأستاذ إبراهيم الطامي في كتابه (فصول في الدين والأدب) الجزء الثاني حكايات عن سليمان الفضل هذا الملقب سيام، فقال:
ثلاثة أبطال من بلدي اعتز بهم بل ويعتز بهم كل عربي، سليمان العلي الفضل الملقب بسيام، لو عددت مواقف الرجل البطولية لملأت ديوانًا غير أنني سأقتصر على ذكر حادثتين أو ثلاث، ركب هو ورفيق له سيارة في سفرة من السفرات، وكان معهما عدد كبير من المسافرين، صبوا على علي وعلى رفيقه كثيرًا من الإهانة، وكانا في مؤخرة السيارة، وكان إذا غضب فقد كل أعصابه ولا يقف أحد في طريقه، ولكن رفيقه كان يهدئه المرة تلو المرة، والسفرة طويلة، وأيامها كثيرة ولما ضاق بهم ذرعًا نزل وجعل يضربهم جميعًا وقدروا سطوته وخافوه وأجلسوه في مقدمة السيارة.