معي يستحيون يشحذون فأعطاني لهم شيئًا من التمر حملته على البعير وكفانا ذلك زادًا إلى الكويت.
قال راوي القصة: كان (حمد الريش) رجلًا قوي الإرادة فاشتغل بالأعمال الحرة في الكويت، وبدأ يصنع الجص وجَنَّد معه عمالًا، وقد ربح عمله حتى إنه كان يوظف عنده عمالًا من كبار الأسر في بريدة لا أريد ذكر أسمائهم.
إلا أنه لم ينس ضيافة (صالح الفوزان) فأرسل مع أحدهم لصالح مكتوبًا معه مشلح طيب كان خبنه أي قصره على مقدار ما يعرفه من قامة صالح الفوزان، ورطل عود من عود البخور الطيب ومقدارًا من القهوة والهيل، وقال في مكتوبه: هذه هدية لكم! !
قال راوي القصة: فأخذ صالح الفوزان القهوة والهيل إلى بيته واستعملهما حتى نفدا، وأما المشلح ورطل العود فقال بعض الرواة: إنه باعهما وبعث قيمتهما إليه لأنه لم يعرف أنه قد أثرى وأنه أرسل إليه هذه الهدية من باب الامتنان له والله أعلم.
وقد أخبرنا فوزان بن صالح الفوزان أمير خب القبر بأن والده تسلم من حمد الريش الهدية المذكورة.
وهو المحسن الشهير صالح بن فوزان الفوزان الذي عرف باسمه المختصر صالح الفوزان، وعرف عنه الإحسان للمحتاجين ومساعدة المعوزين وإكرام القاصدين من الضيوف والقاصدين إليه، حتّى غدت أفعاله الخيرة في هذا المجال أحدوثة السمَّار وزينة الأخبار، لأنها حدثت في وقت مجاعات ومساغب وحاجة للطعام، وقلة في فرص العمل.
وكل ذلك يبذله مما يحصل عليه من غلة ملك له في خضيرا ووهطان، والمراد بالملك هنا: حائط النخل الذي يثمر التمر الذي كان الناس يعيشون