أعطى الأرامل والأيتام حاجتهم ... كذا المعوق والشاكي من الألم
فكم يتيم بكى من فقد والده ... ووالد يشتكي من قسوة العدم
أتى لمستودع الإحسان فاندملت ... منه الجراح وزال الفقر بالكرم
به نفاخر أهل الأرض قاطبة ... رمز الوفاء لأهل الفضل والشيم
هذا هو الصرح يا من كان يسألنا ... هذا الشعار الذي يعلو إلى النجم
* * * *
يا من تبرعت للأيتام في كرم ... الله يجزيك في الجنات بالنعم
هذا حصاد لما جدتم به سلفًا ... قد بين الدهر أهل الجود والكرم
قد كان بالأمس حلمًا لا وجود له ... واليوم من دعمكم يعلو إلى القمم
جدتم بفضل عسى المنان يخلفه ... فهو المجيب لمن يدعوه في الظلم
قد سجل النّاس والتاريخ فعلكم ... الذكر يبقى وكلِّ الخلق للعدم
والله يعلم ما سطرت من كلم ... إلا وشاهده في القلب نبض دمي
وقال في رثاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء:
رضينا بما يقضي الإلهُ على الوري ... رضينا بحكم الله أحكم حاكم
فقد كتب الله الفناء على الورى ... فليس بباق غير أرحم راحم
ولو كانت الدنيا ستبقى لعالم ... لكان البقاء النبي ابن هاشم
فجعنا بموت الشيخ ذي العلم والتقى ... إمام الهدى البازي أفضل عالم؟
فقد هدَّ موت الشيخ من كان حاضرًا ... وزاد البكا في عربها والأعاجم
بكينا وهل يغني البكاء عن القضا؟ ... وهل تُرجعُ الأحزانُ فخرَ العوالم
وصرنا كمن في البحر فوق سفينة ... يعاني من الأمواج تحت الغمائم
فيا ربَ لطفًا قد تعاظم خطبنا ... فأفرغ علينا صبر أهل العزائم
فقدناك يا من كنت للناس رحمة ... ويا بحر علم زاخرًا بالمغانم