فقلت: من أنت يا من جئت زائرنا ... أم أنت من شدة الإعياء في وجم
فقال: في لهفة حَرَّى وموجعةٍ ... أنا شعار لأهل الفضل والشيم
أنا الحجاب الذي باتت تطاردني ... وسائل الشر في قول وفي قلم
قد حاربوني في أهلي وفي سكني ... بل حاربوني في حل وفي حرم
فقلت: أبشر فإن الله ناصرنا ... مهما أدلهم سواد الليل والظلم
فإن فجرًا سريعًا سوف يعقبه ... النصر للدين ليس النصر للصنم
بناتنا اليوم في علم ومعرفةٍ ... وصحوةٍ نورها يعلو على النجم
وقد عهدتك ذا بأس وذا جلد ... وذا عقاب لمن يعدو على القيم
فقال: ذاك زمان فيه غيرتكم ... تحاربون لها بالسيف والقلم
فقلت: إن الحجاب اليوم عزتنا ... بل فيه ميزتنا عن سائر الأمم
فقال: قد ضيعوا تاجًا يشرفهم ... واستبدلوه بثوب الكفر والعجم
قد ضيعوا أمر رب النّاس واتبعوا ... نواعق الغرب أهل الكفر واللؤم
أختاه فاستيقظي فالشر منتبه ... وأدركي خطط الأعداء من قدم
شنوا حروبًا بها تمزيق أمتنا ... واستخدموك سلاح الفتك بالأمم
حينًا يقولون تحريرًا وقد كذبوا ... سيخرجوك من الأعراف والقيم
ثم ادعوا بمساواة وقد كذبوا ... بل إنّه الرِّق ثم العيش بالوهم
أختاه دينك قد أعطاك منزلة ... فوق السحاب فصوني العرض واحتشمي
صوني الحجاب ففيه العز مرتبطٌ ... فما لسافرة في العز من سهم
لا تقبلي بأكاذيب يرددها ... أتباع كفر من العلمان والعجم
يعدون للفتك بالأعراض في نهم ... عدو الذئاب على مستصغر الغنم
حتى إذا استكملوا منها مآربهم ... رموا بها عنوة في موقع وخم
وأسلموها تقاسي الهمَّ في كبدٍ ... فريدةً تشتكي من شدة الألم
لما رأت نفسها في البحر غارقة ... عضت على كلّها من شدة الندم
لا ينظرون إلى دين ولا خلق ... شعارهم كثرة الإفساد في الأمم
حتى ولو أظهروا يومًا توددهم ... فالسَّمُّ عندهم قد دس في الدسم