وإن نظرتُ إلى أخت تجالسُها ... تساقط الدمعُ من عينيَّ كالمطر
ومنظَر لأخَيَّاتي يشيب له ... رأسُ الوليد من الآلام والضَّجَر
الله أكبرُ ما أقسى مصيبتَنَا ... مُصابُنا عبرةٌ من أعظم العبر
أقابلُ النّاس مسرورًا ومبتسمًا ... ويعلم الله ما أخفي من الكدر
أشكو إلى الله جُرحًا لا شفاءً لهُ ... في الصبح دمعٌ وأما الدمُّ في السحر
يُجددُ الجُرحَ أطفالي إذا سألوا ... عنها فأخبرُ أن الأمَ في سفر
فيذهبُ الطفلُ عند الباب منتظرًا ... وقت الرجوع ليحظى الطفلُ بالخبر
فيتعبُ الطفل من طول انتظار لها ... وهل يعودُ إلينا ميِّتُ البشر
يا رب لطفًا فما باقٍ لنا جلدٌ ... أستغفر الله لا أشكو من القدر
والصابرونَ لهم أجرٌ إذا صبروا ... عند المصاب كما قد جاءَ في الأثر
يا والدي فاحتسِبْ أمي فإن لنا ... ربًا يجازي جميلَ الصبر بالظفر
يا والدي إنّها الدنيا وكم غدَرتْ ... من قبلنا ببيوت العز والفخر
يا والدي ليستِ الدنيا بباقيةٍ ... من ماتَ فاتَ ومن يبقى على الأثر
يا إخوتي فاصبروا فالله يرحمها ... ويجعلُ القبرَ روضاتٍ من الزهر
وادعوا لها الله رب النّاس يُكْرمُها ... فإنه عالمٌ بالسر والجهر
ويستجيب لمن يدعوه في ثقةٍ ... وهو المجيبُ لمن يدعوه في السحر
يا رب فاغفر لها واقبلْ تَضرُعَنا ... وأجبرْ عزانا بها يا خيرَ مقتدر
ثم الصلاةُ على المختار سيدِنا ... محمدٍ صفوةِ الأعرابِ والحضرَ
والآل والصحبِ ثم التابعينَ لهم ... ما غرد الطيرُ فوق الماء والشجر
ومنهم أحمد بن فوزان السليمان الفوزان، كان يروي القصص والنوادر نقل عنه الشاعر عبد الله بن علي الجديعي بعض القصص منها الآتية، وهي قصة سعيدان قالها أحمد الفوزان:
كان رجل له ولد شرير وهذا الولد فيه لثغة أي لا ينطق بالراء أبدًا،