أرسله والده يومًا إلى أحد جيرانهم يطلب من الجيران حاجة بسيطة، فذهب سعيدان إلى الجيران وقال: إن الوالد (يدول) ترى العشاء بعد المغرب.
ولما صار بعد المغرب حضر الجار إلى والد سعيدان ومعه أولاده الثلاثة وجلسوا عند والد سعيدان، فقال الجار: ما شاء الله يا أبوسعيدان من أنت عازم؟ .
فقال والد سعيدان: ما عزمت أحد، من قال إني عندي عزيمة؟
فقال: سعيدان، الصبح يقول أبي يقول ترى العشا بعد المغرب.
فقال يخسا، والله ما له طاري كل الذي قلت.
خجل والد سعيدان وخرج الجار من الديوانية وهو خجلان، ولما حضر سعيدان، قال: وراك تعزم الجيران وحنا ما عندنا عزيمة؟ قال سعيدان: والله أني أقول ترى العشاء بعد المغرب ولا قلت تعشوا معنا.
وفي يوم أرسله والده إلى السوق يشتري له رشاء للدلو فذهب إلى السوق ووجد حرمة معها رشاء، فقال كم طوله؟ قالت: سبعة أبواع، فقال: خليك هنا أروح اقيسه على الحسو هو يطول أو لا، جلست الحريمه وراح، وأعاد والده الرشاء، ولما عزل السوق رجعت الحرمة المسكينة على بيتها وأفلست من ثمن الرشاء.
والمرة الثالثة، قال والده: يا سعيدان خذ هذا الثور واعطى الدلال يبيعه حتى نتوسع في ثمنه، فأخذ الثور وراح للجزار وقال: يقول والدي يذبح هذا الثور ويقسمه على الجيران ولا يخلينا لو شوي.
ذبح الجزار الثور وأرسل ولده الصغير في قليل من اللحم إلى أهل الثور، فلما حضر العشاء قال والد سعيدان: منين هذا اللحم؟ فقال سعيدان هذا لحم ثورنا بس ما عطانا الجزار منه إلا شوي.
قال: وذبح الجزار الثور؟ قال سعيدان: نعم وقسمه على الفقراء.