وتسير على ذلك الطريق الدواب والأناسي، وهو لا يصعد قاصدًا في كثيب الرمل بمعنى نفوده لأنه لو فعل ذلك لشق على من سلكه، وإنما يذهب يمنة أو يسرة، والرمل متحرك وإن كانت أشجار الأثل وحمايته من جهة من الجهات قد تبعد أو تخفف من أثر الريح في تحريكه، لذلك من الصعب علينا أن نعرف مكانه الآن، فربما تحرك هو أيضًا أو عدم واندثر لوجود طريق أخرى للسيارات والدواب غيره.
الأمر الخامس: وهو لافت للنظر قول الكاتب: شهد على ذلك عبد العزيز بن سويلم، وابنه محمد، والمراد به الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن سويلم قاضي بريدة، بل قاضي القصيم، ولكن الكاتب لم يقل الشيخ، ولا القاضي من الألقاب التي قد تدل على الإجلال والاحترام، بل جاء باسمه مجردًا، ولا يمكن القول بأن ذلك في غيابه، لأن الكاتب ذكر أن كتابة الوثيقة كانت من إملاء الشيخ ابن سويلم نفسه، إضافة إلى أنها شهادة والشهادة لابد من أن يطلع الشاهد فيها عليها لاسيما إذا كان شيخًا بل قاضيًا يعرف ذلك.
الأمر السادس: إن الكاتب وهو شملان بن زامل حسن الخط، بل جميل الخط، ومع ذلك لم يصل إلينا من الوثائق التي كتبها بخطه عدد يذكر، وقد سبق ذكر (الزامل) في حرف الزاي، وأنهم كانوا صاهروا الرواف، وربما كان هذا الكاتب منهم.
الأمر السابع: قول الوثيقة: وبعد هذا قحَصَتْ سعيدة على أحمد وهي سعيدة البراك البائعة على أحمد بن فيروز وادعَتْ بالغبن، والإدعاء بالغبن أن يدعي البائع أنه لم يكن يعرف ثمن المبيع بالضبط، وأن المشتري غبنه أي أخذ منه المبيع بثمن أقل كثيرًا من قيمته الحقيقية.
وقد عهدنا القضاة وطلبة العلم يحددون الغبن بأنه ما وصل إلى ثلث القيمة، فإذا باع شخص على آخر دارًا - مثلًا - بثلاثة آلاف ريال، فادعى البائع بالغبن وأنه