ثم بعد مضي ذلك بأيام وليال وفد عبد الله بن حسن مع رجال من وجوه أهل القصيم على الشيخ وعبد العزيز لأجل المعاهدة والتسليم، فتلقُّوا بأتم إقبال وقبول، وفازوا بأعمّ مطلوب وسول، وعاهدوا على الإسلام، والقيام بالأحكام على التمام، وأقر عبد العزيز كل أمير بلد في بلده أميرا وزادهم حشمة وتوقيرًا، وأمّر عبد الله بن حسن على جميع بلدان ذلك الوطن لا يعارضه منهم أحد فيما أراده وقصد واستمروا على حالة مرضية سنين، ثم تغيروا وانقلب كثير منهم الأجل فتنة يأتي ذكرها بعد حين (١).
وعبارة ابن بشر:
"فيها سار سعود بالمسلمين وقصد بلد بريدة، ومعه آل عليان الذين خرجوا منها، فلما وصل قرب البلد عبأ جيشه وكمينه، فلما صلي الصبح، شن الغارة عليهم، فلم يخرجوا إليه واحتصروا في البلد، وأعيا سعودًا أمرهم، واقتضى رأيه أن يبني تجاههم حصنًا فبناه في مقامه ذلك، وجعل فيه عدة رجال، أميرهم عبد الله بن حسن، ثم رحل سعود إلى وطنه، وأقام أهل ذلك القصر فيه، يغادونهم ويراوحونهم الغارات.
وأقام أهل بريدة أيامًا لا يسرح لهم سارحة، فبعث أمير البلد راشد الدريبي إلى جديع بن هذال يستنجده، فلم يجد عنده طائل، فلما أثخنه الحصار والضيق أرسل إلى عبد الله يطلب لنفسه الأمان، وأن يخرج وحده من القصر والبلد، فأعطاه عبد الله الأمان، وخرج إليه ودخل عبد الله ومن معه البلد، وملكوها، وقتل في تلك المحاصرة من قوم الدريبي نحو خمسين رجلًا، واستولى عبد الله على ما فيها من الأموال، وبعد هذه القضية انقاد أهل القصيم، وبايعوا على السمع والطاعة، ووفد عبد الله ومعه رجال من رؤساء أهل القصيم