الولد صغير ولا له قرابه حتى يصير عندهم وهو يتيم أم وأنا حرفي ما أقدر أروح به معي للناس.
ولكن الزوجة لم تقتنع وشالت أولادها ورجعت إلى أهلها لما حضر والد محمد قال إن الزوجة شالت أولادها وهربت إلى أهلها، فقال والده: كله منك أنت بذي، فقام عليه وضربه، وذلك بعد المغرب وخرج يريد أن يرضي الزوجة ولكن أبت أن ترضى وطلقها بالحال.
وخرج محمد من البيت ووجد صاحب حمير يمشي خارج من البلدة والحمير كل واحد يضرب له درب والرجل في عنا من ها الحمير فقال لمحمد: يا ولد رد الحمير معي وأعطيك حلاوة.
وصار محمد يساعد هذا الرجل على هذه الحمير حتى خرج من البلد، فقال محمد: يا عم وش تبي بهذه الحمير الكثيرة، قال: عندنا زرع كثير وشريتهن حتى ندوس الزرع عليهن، فقال: أنا أعرف أدوس خلن أروح معك، فقال أخاف أهلك يدورونك، فقال: مالي أحد يدورني أمي ميتة، ووالدي أخرجني من البيت يقول إنك توذي أعيال زوجتي. فرح هذا المزارع واركبه أحد الحمير ومشوا حتى وصل بلده.
وذلك آخر الليل أدخل الحمير في حوش وقال لمحمد: أرقد.
ولما صار مع الظهر أيقظ محمد وأعطاه غدا وصار محمد يرعى هذه الحمير وصار ولد جيد وصبور على العمل يقول محمد كل ما تعبت وكليت من العمل ذكرت زوجة والدي ووالدي يضربني ويخرجني من البيت صبرت على التعب الشاق.
وصار عند هذا المزارع عشر سنوات وهو لم يعلم هل المزارع يحسب له إيجار، أم لا، بس يشري له كل سنة ملابس لما صار له من العمر عشرون عام قال: يا عمي أنا أسلم عليك وكانت السيارات موجودة بس قليلة جدًّا، قال: