قام وجمع ما لديه وأرسل لوالد البنت الذي هو قدر عليه وبعد كم يوم مشى إلى (العمار) وأخذ البنت ورجع إلى الرياض وصارت البنت من الطيبات جمال وحشمة، وصار محمد كأنه من ملوك الدنيا، وصارت تحبه وهو يحبها ولا واحد يصبر عن الثاني بس الدخل قليل.
وبعد ما صار له خمس سنوات متزوج أراد السميع العليم أن الزوجة حملت، ولما قربت للوضع شالها ووداها إلى أهلها، وبعد كم يوم جابت ولد ولكن ماتت والولد بعد كم يوم مات.
ولما وصل الخبر إلى محمد صار كأنه دهدوه حيث أنه يجد لها محبة زايدة.
وصار يسجم والفقر مخيم عليه ولكن كيف يلقي مثل نورة؟ هذا تفكيره ليل ونهار.
وبعد الخبر بدا يفتح الدكان ويغلقه وهو لا يريد أحد يكلمه.
وفي يوم من الأيام وقف عنده رجل طويل القامة ويظهر عليه العقل وأثر الغناة ومع هذا الرجل قطعة قماش فقال الله يجزاك بالخير، عطني من هذا القماش كسو، وكان محمد ما عنده خلق أبدًا فقال عندي مير هي في آخر الدكان وأنا والله كسلان فترجاه أن يعطيه منها كسو لحاجته فيها الماسة.
قال محمد وهو كرهان وأعطاه منها ما أراد، وبعد يومين حضر هذا الرجل وقال عطني منها كسو وأخذ الكسو ولما صار بعد يومين حضر هذا الرجل وقال أنت صرت لي معزب وأطلب منك حاجة واحدة، فقال محمد وشي هذه الحاجة؟ قال أنا بيتي قريب ودي تروح معي أتعشى أنا وإياك بعد المغرب مباشرة والله إن تسوي بي معروف وافق محمد وركب مع هذا الرجل وهو لا يعرف عنه شي، وتعشي، وبعد العشاء استأذن وخرج إلى بيته.