عنده ما يريد أن يعرفه عن بعض الأمور، وإن لم يقل ذلك في حينه.
فذهب إلى الهند حيث كان طلبة العلم في مدارسها يجدون فيها المأوى والطعام الذي يمكنهم من التفرغ لطلب العلم من غير أن يحتاجوا إلى السعي في طلبه.
وبقي في الهند فترة يتعلم، ولكنه أيضًا لم يجد في الهند ما كان يتطلع إلى معرفته فسافر إلى مصر والتحق بطلاب الأزهر، ووجد بعض طلبة العلم الذين كانوا جاءوا إلى الأزهر قبله، فصاروا أصدقاءه.
إن نشأته في (خب الحلوة) وسفره إلى طلب العلم حتى استقر به المقام في القاهرة لم يدرس ولم يوضح وإنما الذي شغل الناس وأقام الدنيا وأقعدها هو فكره وحالته العقلية منذ أن بدأ بالتأليف إلى أن أصدر كتابه (هذه هي الأغلال) ثم ما بعد ذلك إلى وفاته، مما جعله بحق أشهر شخصية فكرية سعودية معاصرة، كتبت عنها المقالات وألِفت فيها الكتب ما بين رد وتقريظ.
عندما كنا طلبة صغارًا بدأنا نقرأ الكتب الحديثة وصلت إلينا كتب عبد الله بن علي القصيمي التي كتبها في مصر وطبعها في مصر، وكلها تدافع عن العقيدة السلفية بقلم سَّيَّال، وفكر نيِّر جرئ فأحببناها وأحببنا مؤلفها، وكان المشايخ من كبار السن يعجبون بها ولكنهم كانوا أقل إعجابًا منا، والسبب في ذلك أنهم لم يكونوا تعودوا على الأسلوب العصري السلس في تأليف الكتب.
قرأنا من كتبه التي أعجبتنا بنوع خاص (البروق النجدية في كشف الظلمات الدجوية) رد على الشيخ الدجوي شيخ الأزهر الذي تهجم على السلفيين الذين أسماهم الوهابيين.
وقد رد عليه هذا الرجل الغريب عن مصر الذي كان من الطلبة الغرباء الذين يدرسون في مصر، ويتسلمون جراية من الأزهر، والجراية: مقرر شهري من الطعام والنقود أو من أحدهما.