للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقالت الأم ماهوب أنت الذي أسعفتنا يوم تقلب علينا السيارة وحنا في طريق مكة؟ فلما قالت هذا المقال كأني قمت من النوم، فقلت إلَّا أنا يوم انتم في نفود الملحاء يوم يسعفوننا أهل الكويت، يقول لما عرفت أول الوضع بديت ألحظ البنت وعرفت أنهم صادقين، وصارت البنت تنظرني تبسم وتمنيت أنهم يطلعون حتى أتمكن من هذه البنت.

وجاء العشاء وصرنا نتعشى سوا، كأننا لنا أكثر من عام، وصارت البنت تقطع من اللحم وتعطين وأنا ودي أكل يدها وهي تبي ترضي والدتها وودها ترضين، فقلت في نفسي في أول الدقيقة ودي أن البنت تموت وفي آخر الدقيقة ودي بس النظر إليها، علمت إن الله حكيم عليم.

فقال الولد والله أني لي خمس سنوات وأنا تعبان على دورتك يا محمد حتى أني رحت أنشد عنك خارج الرياض.

وبعد هذا صرت من أكبر التجار وتعلمت سياقة السيارة وصارت وضحا أغلا من راعية (العمار) بكثير وصار سلطان أخو وضحا يغلين ويقدرني وإذا اشترى أرض وفلة كتب لي نصفها وصرنا نتعشى عندهم يوم وهم يتعشون عندنا يوم.

ولما تعلمت السياقة قالت وضحا مالك حق ما تدري عن والدك اذهب إليه وتعرف على حاله فاشتريت ونيت هاف وحملته من الأرزاق والملابس الرجالية والنسائية وحملت معي فلوس كثيرة وخرجت من الرياض.

ولما وصلت إلى بلدنا وأنا أعرف بيت والدي وطرقت الباب خرج علي رجل لم أعرفه فقلت أنا خابر هذا البيت لعلي المحمد، فقال مالك فيه خبر علي المسكين تدين ورهن هذا البيت وانقطع لصاحب الرهن.