قلت أجل دلن على علي جزاك الله خير فقال علي يشتغل مع الحرفية ولا يجي إلَّا بالليل.
قلت وصف لي وين هو فيه قال انزل مع هذا الوادي وتشوفهم يختمون الزرع وأنت على سيارتك.
ذهب محمد على الوصف ولما وصل إلى الحرفية سلم عليهم ولم يعرف والده، وقال يمكن إنه ما جا اليوم، واستحي يسألهم.
ولما رجع إلى السيارة صوت له واحد من الحرفية، فقال له: ويش تدور يا ولد، فقال: أقرب أعلمك قال: أدور علي المحمد، قال هذاه معنا، صوت لعلي وجا، فقال ويش تبي بعلي؟ قال أنت علي؟ قال أنا علي المحمد، فقال: والله ما عرفتك لكن اركب معي لي بك لازم فقال ما أقدر اروح الوقت مغرب وإلى رحت ما حسب لي المعزب عرقة، أنا علي العرقة، بس اركب ويسهل الله العرقة.
قال خل أخذ ثوبي الزين فقال خله يولي اركب معي على ثوبك.
ركب وهو ينظر إلى هذا الولد الأحمر الطويل النضير وهو يسوق هذه السيارة تعجب وقال محمد ودي نذهب إلى بيتك وخاف الشايب إنه يبي غدا وإلا عشاء فقال: ويش تبي في بيتي، قال إلى وصلنا البيت علمتك.
لما وصل البيت قال محمد أنت ما عرفتني قال لا، والله ولا عمري شفتك بحياتي، قال أنا من جيرانك من مدة خمسة عشر سنة.
قال حتى والله ما عرفتك قام محمد وقبل رأس والده وقال حبي لك كيف نسيتن وأنا من جيرانك؟ فقال الشايب والله ما عرفتك حتى الآن فقبل رأسه مرة أخرى وفي هذه التقبيلة لم يتمالك صار محمد يبكي ارتاع الشايب وقال وراك