للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذاته، ويتلقى الأوامر التي تشعره بأنه مخلوق لا خالق؟ هل النقص في الطاقة أم في الظروف؟ أحب أن أذهب دائما إلى القول بالاحتمال الأخير وإن كنت الآن عاجزًا عن التدليل عليه .. " (١).

هذا كلام القصيمي ورد عليه الأستاذ عبد الله عبد الجبار بإيراد أمثلة تبطله نقلًا عن عقلاء من الإفرنج.

قال: يقول المستشرق دوزي في كتابه (تاريخ المسلمين في أسبانيا): "لقد كان الفتح العربي نعمة بالنسبة لأسبانيا لأنه أدى إلى ثورة اجتماعية مهمة، وأزال قسما كبيرًا من المساوئ التي كانت تئن تحت عبئها منذ عصور طوال، وقد خففوا عبء الضرائب، وانتزعوا من أيدي الأغنياء الأرض التي كان يتقاسمها الإقطاعيون ويزرعها الفلاحون الأقنان، أو العبيد الناقمون، ووزعوها بالتساوي على من كانوا يشتغلون فيها، فعكف الملاك الجدد على استثمار الأرض التي كان يتقاسمها الإقطاعيون، ويزرعها الفلاحون الأقيان، أو العبيد الناقمون بحماسة شديدة واستخرجوا منها محصولا أوفر من قبل.

أما التجارة فقد تحررت من قيود الحدود والمكوس الفادحة التي كانت ترهقها، وتطورت تطورا ملحوظا، وكان القرآن يسمح للعبيد بالتحرر نظير تعويض نصف فبرزت من جراء ذلك قوى اجتماعية جديدة.

وقد أفضت هذه التدابير كلها إلى حالة من الرخاء العام، كانت الحافز الأول للترحاب الذي استقبل به الحكم العربي في عهده الأول".

وإن أمثال هذه الشهادات الناصعة من الغربيين هي التي حملت بعض المنصفين منهم أن يعتبروا معركة (بواتييه) التي انهزم فيها العرب نذير شؤم


(١) الآداب، العدد السابع، السنة الثالثة، يوليو سنة ١٩٥٥.