للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

من الذهب من حلي نسائهم، ولما فقدوه أخبروا الأمير في بريدة لاحتمال أن يبيعه السارق في بريدة، لأنه سيكتشف إذا باعه في عنيزة.

قال قني: التفت إلى رجل راكب على حمار وعليه مراحل إحداهما كبيرة، والأخرى صغيرة، ومع ذلك الصغيرة راجحة بالكبيرة، أي أنها أثقل منها، ورأيت الراكب يكثر من النظر إلى الصغيرة فعرفت أن فيها (مصاغ) أهل عنيزة المسروق فأسرعت إليه.

قال: لما لحقت بالرجل رأيت معه مطبقة صغيرة لكنها راجحة بالمرحلة الأخرى، فقلت له: وش انت جايب؟ قال: معي تمر، وكان وضع رطبًا في المرحلة الأولى، فحادثته لكي يطمئن فلا يؤذيني، ولم يكن يعرفني، وذلك حتى يدخل بريدة فلا يستطيع أن يعمل شيئًا، فقلت له: بعني ما في هذه (المطبقة) وهي وعاء معدني له غطاء محكم.

فقال: لا، هذي فيها زهابي، فلمستها فتغير وجهه فعرفت أن فيها الذهب المسروق.

فلما وصلت بريدة أخذتها بالقوة، وقلت: هذه فيها الذهب المسروق من عنيزة جبته لأجل إنك تبيعه ببريدة، إن كان انت قدرت، وأنا قني النائب: أنت تبي استر عليك عطني إياه، وإلا أروح بك ها الحين للأمير يحبسك ويقطعون يدك، فقال: أنا شاريه من عنيزة ما سرقته، فقلت له: قل للأمير والشيخ هذا واللي تبي تقوله.

قال قني: وسحبت الرجل، فتهالك وقال: خذ الذهب وخليني أروح، فسلمت الذهب للأمير فقال: خله عند الشيخ (القاضي) أو قال: خله عندك، فقال القاضي: إذا جاء أهل الذهب من عنيزة واثبتوا أنه ذهبهم مثل أن يصفوه قبل أن يروه أعطيناهم إياه، فأثبتوا ذلك وتسلموا ذهبهم.

قيل إن (قني) رأى امرأة تصلي في أثل ملتف، والأثل يخفي الذي بداخله لأنه ينمو ويتكاثر على هيئة غابة فرابه أنها تصلي في مكان يخفيها عن الناس،