وكان إلى ذلك يفتي في المسائل الصغيرة ويقنع أهل ناحيته من البلد بفتياه.
حدثني سليمان بن علي المقبل أنه رآه جالسًا قبل وقعة السبلة بجانب الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله ليس بينهما أحد، وكان الملك عبد العزيز يسميه الشيخ صالح، ويجله ويحترمه.
وكان الشيخ صالح بن كريديس من الذين وقفوا بقوة ضد الأعراب والمغالين في التدين الذين كانوا يسمون الإخوان، لأنهم كانوا يقولون في الإعتزاء، إنا إخو من طاع الله، بديلة مما كان الناس غير المتدينين يقولونه مثل قولهم: أنا أخو فلان، أو أنا أخو فلانة، أو أنا ولد فلان.
وقد آل أمرهم إلى أن وقفوا ضد الملك عبد العزيز آل سعود، بل حاربوه على اعتبار أنه في عرفهم قد تساهل بحكم الدين، واتصل بالكفار من الإنكليز، وسمح بالتيل وهو البرقية، بأن يوجد في بلاد المسلمين.
إلى أن أفضى بهم الأمر وبالملك عبد العزيز آل سعود إلى الحرب فكانت وقعة السبلة قرب الزلفي التي قضى فيها الملك عبد العزيز على قوتهم قضاء مبرمًا وذلك في عام ١٣٤٧ هـ.
فكان الشيخ صالح بن كريديس قبل ذلك يدعو عليهم في القنوت في رمضان مثل قوله: اللهم اقتلهم بددًا وأحصهم عددًا، ولا تبق منهم أحدًا.
بل كان الشيخ صالح الكريديس من أشد طلبة العلم قيامًا على أولئك الأعراب الذين أسموا أنفسهم الإخوان وخرجوا على الملك عبد العزيز آل سعود وأنكروا على المشايخ الذين والوه من آل سليم وغيرهم، وكان ينكر عليهم ويظهر ذلك حتى إبان قوتهم.
وكان أيضًا شديد الإنكار على طلبة العلم الذين ناصروهم مثل عبد الله (أبو حماد) الرسي، وجماعة كانوا معروفين آنذاك.