والشيخ صالح بن كريديس صاحب نكت وطرائف يمزج ما بين النكت عند العامة والنكت عند طلبة العلم، فكان مرحًا لا يخلو مجلسه من طرف مستملحة، أو فائدة علمية مستطرفة إلى جانب كونه ورعًا عفيفًا عن فضلات الدنيا لم يتول وظيفة ولا وصله شيء مقرر مما كان يصل إلى القضاة مثل ما كان يسمى بالبروة - جمعها براوي - وهي مقرر سنوي من التمر والقمح، وإنما كان صاحب دكان يبيع ويشتري ويكتفي بما يصل إليه منه.
وكان سعيه مباركًا، إذ كان يعيش عيشة ميسورة جيدة.
ومن النكت المروية عن الشيخ صالح بن كريديس في هذا الصدد وهي لا تستغرب على طبعه المرح إلَّا أنه أخرجها مخرج الجد ما حدثني به بعض جيران له في حانوته في شرقي جردة بريدة حيث كان يشتغل بالتجارة فيه وأكثر التجارة في الجردة في ذلك الوقت كانت مع البدو، قالوا: جاء أربعة من الإخوان البدو في وقت صولتهم وقوة شوكتهم يسألون في الجردة عن (مطوع) يعقد لهم الزواج فدلهم بعض جيرانه الذين يعرفون بغضه لهؤلاء وإنكاره عليهم على دكانه وقالوا لهم: هذا هو المطوع صالح، ولكنه مطوع ورع لا يحب أن يقوم بمثل هذا العمل، فإذا اعتذر إليكم بأنه لا يعرف فكرروا عليه وألزموه.
قالوا: فلما دخلوا عليه وكان في أقصى دكانه وعليهم عمائمهم الكبيرة قالوا: يا المطوع (نبيك تملك لنا).
فلم ير في أول الأمر أن الحكمة تكون في مجابهتهم في الرد بالإقناع المباشر، لذلك قال لهم:(يا الربع)، أنا تخفاني بعض الأمور دوروا غيري.
قالوا (ما نبي غيرك يا المطوع) يقولون ذلك بعنف وشدة على عادة أهل البدو في ذلك الوقت فغضب منهم وقال: