اسمعوا يا بدو - أنتم تبون أملككم، وأنا لو لي من الأمر شيء خصيتكم كلكم حتى إنكم ما تجيبون عيال يقطعون طرق المسلمين ويخيفون السابلة ويخرجون على إمام المسلمين.
كيف تبوني أملككم حتى أتسبب لكم إن الله يجيب لكم عيال يوذون المسلمين، قوموا عن دكاني فأجفلوا منه وانصرفوا مسرعين.
ومعنى أملك لكم يعني أعقد لكم عقد الزواج.
لقد كان من عادة الشيخ صالح الكريديس أن يعظ جماعة المسجد الذي يؤم فيه بالمناسبات وذلك على هيئة درس يلقيه بعد الصلاة وبخاصة بعد صلاة المغرب أو العشاء، وكان المسجد الذي يؤم فيه وهو مسجد عبد الرحمن بن شريدة في شمال بريدة هو آخر مساجد بريدة من جهة الشمال لذلك كان غير بعيد من السور الشمالي الذي كان يحيط ببريدة عندما عقلنا الأمور في منتصف القرن الرابع عشر فكان الناس على عادة أهل نجد في تلك العصور يلقون بالنفايات في خارج السور غير ملاصق له.
ومن ذلك أنه إذا مات حيوان ولم يكن من حيوان الأكل أو كان من حيوان اللحم مثل الإبل والبقر والغنم، ولكن أهله لم يستطيعوا أن يذكره تذكية شرعية، وهي ذبحه ذبحًا شرعيًّا أن يسحبوه عن طريق رشاء وهو الحبل الغليظ يربط به وتجر به جثته ليبعدوه عن حدود المدينة، فتأكله السباع وبخاصة الكلاب فتأكله وتبقي عظامه.
وكان بعض المعوزين يشترون من القصابين عظام قوائم البعير كالأيدي والأرجل فيكسرونها ويطبخونها لغرضين، الأول وهو الأساسي أن يستخرجوا منها المخ الذي يكون فيها مع ما قد يكون في العظم من دسم فيصفونه ويستعملونه إدامًا.