لا يتزوج لأنه أسود يريد بيضاء أو لكونه فقيرًا يريد الزواج بامرأة غنية، أو لكونه قبيح المنظر يريد أن يتزوج بامرأة جميلة، فلم يتعدى طوره ولا يقنع بما يستطيع الحصول عليه؟
ثم رفع صوته، وقال: حتى الحيوان يتزوج مثله فالجعل يتزوج الخنفساء فأنت يا جَعَل تزوج خنفساء!
وللشيخ صالح بن كريديس نكت يلقيها على هيئة جُمل أو عبارات لا ينتظر وقعها على الآخرين، من ذلك أنه وقد بلغ رتبة شيخ كان يجلس بعد صلاة العشاء مباشرة في محراب المسجد موجهًا وجهه للناس من جماعة المصلين فيقرأ عليه أحدهم وفي السنوات الأخيرة من حياته التي أدركتها كان يقرا عليه المطوع (عقلا بن موسى الحسين) وهو موجه وجهه إليه، كما هي عادة كبار المشايخ ولا يفعل مثل ذلك لطالب العلم الصغير أو لإمام المسجد الذي لم يبلغ من العلم مبلغًا كبيرًا.
فيقرأ القارئ عليه من كتاب، ويعلق الشيخ على ما يرد في ذلك الكتاب من شيء يحتاج إلى إيضاح أو من شيء متعلق به يحتاج إلى أن يوضح للناس حله أو حرمته.
ومرة كان يقرأ عليه في قصة بني إسرائيل على قوله تعالى:(قالوا يا موسى إن فيها قومًا جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها) وورد في الكتاب مما هو منقول عن بني إسرائيل من دون شك: أن أحد الجبارين أخذ اثني عشر من قوم موسى أو قالوا: بضعة عشر رجلًا من قوم موسى الذين هم بنو إسرائيل في كمه.
فواتت الشيخ صالح النكتة، فقال:(كنهم علوب لوبا) والعلوب: جمع علب، وهو القرن من القرون اللوبيا: هذه الخضرة التي تطبخ مع الطعام وتؤكل مطبوخة.
ولابد من إيضاح ما ذكر من أن ذلك الجبار أخذ ذلك العدد في كمه بأن أكمام الأولين أو بعضها يكون لها أردان - جمع ردن - وهو قماش يخاط في