طرف الكم على هيئة منديل، ينتفع به صاحبه بحمل ما يريد حمله من الأشياء الدقيقة كالقهوة والسكر ويسمون الثوب الذي يكون كذلك (مْرَودن) أي ذا أردان، وقد أدركت الناس يلبسون الثياب المردونة هذه.
وكلمة (ردن) عربية فصيحة قديمة كما ذكرت ذلك مبسوطًا في معجم: (الأصول الفصيحة للألفاظ الدارجة).
وقد شبههم الشيخ ابن كريديس بعلوب اللوبا أي قرون اللوبيا، لأن الناس كانوا في القديم يحملون اللوبيا القليل في أردان ثيابهم.
علق الشيخ صالح بن كريديس على ما قرأه القارئ عليه في المسجد من قصة ذكرت أن قومًا كانوا مجتمعين فأطبق الغار أو المكان الصخري عليهم أي حال دونهم ودون الخروج من المكان الذي كانوا موجودين فيه بقوله:(صَيد فارة) أي صادهم كما تصاد الفارة التي تطبق عليها الحبالة!
ومع محبة الشيخ صالح الكريديس للنكتة فإنه قد يقع فيها في بعض الأحيان.
كان والدي يحملني على كتفه وأنا صغير من البيت إلى دكانه، لأنني أول ابن له يكبر، إذ كان رزق بأبناء من زوجة له هي ابنة عمه، ولم يعيشوا، وذلك عندما كان عمري في الرابعة أو نحوها قال والدي: كنت أحملك على كتفي إلى دكاني، وكان للشيخ صالح بن كريديس دكان غير بعيد من دكاني فقال لي مرة وقد رآك على كتفي:
يا ناصر، ولدك هذا تقدم نفعه لك، يركبك! تقدم نفعه، أي جاء نفعه مبكرًا، يمزح معه في كونه يحملني على كتفه.
قال والدي: وقد أجللته عن أن أرد عليه، وبخاصة أن له ابنًا كبيرًا وأنا ليس لي ابن أكبر منك.
ومضت الأيام وإذا به يرزق بابن علي كبر فصار يحمله على كتفه