صرتم بلاء فما يرجوكم أحد ... وجاركم من فحيح الخوف قد سهرا
حتى شعوبكم فيكم قد ابتليت ... وكل عز بها قد ذل وافتقرا
أوهمتموها - سرابًا - من زخارفكم - ... بانكم نلتم الجوزاء والقمرا
نبذتم الحكم بالقرآن حجتنا ... قسرًا علينا ورأي العقل قد حُظرا
وجئتمونا بأحزاب مقنعة ... تبغونها عوجًا تستوقد الضررا
ألبستم العرب من جرائها شيعًا ... حتى تصدع صرح الأمن وانكسرا
أنتم أذي المسجد الأقصى ومحنته ... لولاكم ما بكى المحراب وانشطرا
أشغلتم أمة الإسلام قاطبة ... ودعوة القدس أعماها الذي عقرا
أعنتموه على عدوانه فطغى ... أن الشقيق عليه من له زجرا
لو كنتم أهل صدق للغريق لما ... اجتموه وموج البحر قد سجرا
شايعتموه على من كان همهم ... درء الأذى عنكم من بعدما انتشرا
كم أبرموا بينكم صلحًا بموعظة ... وروضوا منكم بالمال من نفرا
وقد أعدوا لكم في القلب متكأً ... والقلب من فعلكم قد بات منقطرا
* * * *
يا أمة العرب إن الطفل يفطمه ... حولان في محكم التنزيل قد ذكرا
ونحن خمسين حولًا نرتضع كذبًا ... ونقطف الجور والبهتان والهذرا
يا قومنا قد كبرنا لم نرد لبنا ... وما نبالي إذا ما الثدي قد بترا
ثدي الشعارات ما غذي لنا أملا ... وزخرف القول لم يجلب لنا وطرا
قلب الحقائق قد أدمى مسامعنا ... ورؤية الزور قد اعشت لنا البصرا
* * * *
هل من سبيل إلى القرآن يحكمنا ... أما كفى من زكي الدم ما نثرا
لا تقهرونا بأحزاب مدمرة ... نحن الشعوب شربنا المر والكدرا