للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قزحيًا يتراءى ساجيًا ... رفعت روحي لأسرار الخلود

في خيال سابح خلف الغيوم ... وجمال شفقي كالورود

آه .. يا قلبي أهذا حلم؟ ... نسجته عبرة فوق الخدود

إلى هنا والصراع قائم بين حلمه .. وعلمه .. تارة يأخذه جناح ربيعه إلى ما فوق السحاب .. وأخرى تأخذه عاصفة شك إلى ما دون الشعاب، لا يدري أين تقف قدماه .. ولا إلى أين يشخص بصره .. إلى فوق حيث الألوان القزحية أم إلى تحت حيث الآلام الحسية؟ يبدو أنه يتراجع عن نرجسة لصالح بؤسه:

فتت الحزن فؤادي فغدا ... تفا للحزن تذروها الرياح

بعثرتها فاستظلت أدمعي ... واستقت من دمها رغم الجراح

ملاحظتان عابرتان (تفا للحزن) لم أفهمها جيدًا .. حبذا لو أبدلها بأخرى أكثر وضوحًا كان يقول (مخزنًا) أو (مَجْمعًا)، أما الشطر الأخير الذي هو (واستقت من دمها رغم الجراح) لماذا رغم؟ الموقف موقف معاناة .. دم .. ودموع حسنًا لو كان (واستقت من دمها طعم الجراح) .. أو (مر العذاب) ..

(كل شيء كان حلمًا) تلك هي المحطة التالية من الراحلة.

ليت شعري هل يقيد اليوم جرحي، وعذابي؟

الجرح .. والعذاب، وابتهالات القلب .. وصبابات الليل جميعها أدوات تعبير عن حالات نفسية تكابدها .. معاناتها رغم قسوتها صوت ضراعة، وشكوى .. وإيقاظ حين يكون للجرح علاج .. وطبيب يداوي .. وحكيم يرحم .. وإلَّا فإن الوجع يؤدي إلى الوجع وإلى ما هو أقصى منه.

واجما أمسى يتيمًا ... يرقب النجم ويبكي