للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الآن شيئًا غريبًا تراءى له أشبه بالشبح الخرافي نزع عن دواخله استشعاره بالأمن .. وأطفأ الأنوار من قلبه .. بحثت بين ثنايا قصيدته عن ذلك الشيء الغريب الذي أوجعه .. وأقض مضجعه لم أجد شيئًا يرسم لنا صورته المخيفة لعله الوهم الذي يستغرقنا لحظة خوف .. إذا كان وهما فإننا نملك إرادة التحدي كي نطارده ونطرده من هواجسنا لا أن ندع له فرصة النيل من ثباتنا .. أقول لشاعرنا الحبيب .. الشعر صورة لواقع .. أو الخيال يرسم الواقع ويجسده .. يقول اللهيب:

شمعة فيها معاني أغنيات

ذات أنغام يصدَّاح مُعنَّى

ذات ألفاظ .. ولكن دون معنى

إذا لم يكن للشمعة .. ولا للأنغام التي تصدح أي معنى .. فأي معنى أبقيناه على درب الأمل والعمل .. شمعة رمز نهار .. والأنغام الجميلة صوت فرحة .. النكن متفائلين .. وفاعلين ..

في مقطوعته أبيات موحية رغم رماديتها:

قد رأيت البدر يثوي

بين هاتيك الغيوم

مقعدًا لم يستطع فيها حراكا

عاجزًا أعيته أحداث السنين

مثقلًا فيها بألوان الهرم

الغيوم هي التي تتحرك .. والبدر أيضًا يتحرك .. والأرض أيضًا تتحرك .. الغيوم هي التي تنقشع وتبقي للضوء صورته الجميلة التي نشهدها ونشاهدها .. لأنها رمز إيحاء