وهذا أيضًا لابد من شرحه، وذلك أن النخل سواء أكان ملكًا خاصًّا أو وقفًا أو وصية، فيه عمارة وهي التي يستحقه الفلاح الذي يقوم على النخل بسقيه وإصلاحه وخدمة ثمرته، وليس الأصل والعمارة تحديد نسبي، وإنما ذلك على ما يتفق عليه.
وقد قال في آخر الوصية: ولا يباع ولا يرتهن.
وكلمة (يرتهن) لا يقولها إلَّا طالب علم، وإنما اللفظ الشائع عندهم أن يقال: لا يرهن، فذكر الشاهد في أثناء الكلام، وليس في آخره كالمعتاد، وهو عبد الله الشايع المحيسني، وهذا أفادنا بأن يسمية أسرة (الشايع) بهذا الأصل وخروجها به عن اسم الأسرة الأصيل وهو المحيسني قديم أكثر مما كنا نتصور إذ شايع هذا شهد على هذه الوصية في عام ١٢٥٤ هـ فمتى كانوا يسمون به؟
ثم عاد الوصي وهو سيف بن مروان فقال: والوكيل على ما ذكرنا ابنه (ماضي) وماضي هو رأس أسرة الماضي في الوقت الحاضر، بمعنى أنه الذي صاروا يعرفون باسمه وليس باسم والده سيف، ولا جده مروان.
وكرر هذا اللفظ الغريب في أمثال هذه الوصايا وهو (ذكوره) أي أولاده الذكور، تفوه بعبارة لها معنى لا يذكره كثير من الموصين على أهميتها، وهي قوله إلَّا إن بان منه غير صلاح، فالوكيل الصالح من أولاده فهو يذكر أنه إن بان من ابنه ماضي غير صلاح لتنفيذ هذه الوصية، وقد سقطت من الكتابة النون من كلمة (بان)، وغير الصلاح، إما أن يكون قهريًا كالخلل العقلي أو عدم إحسان التصرف أو أن يكون لغير ذلك.
أكد ذلك بقوله: الصالح من أولاده هو أو أولاد أولاده.
ثم كرر الشاهد باسمه قبيل اختتام الوصية مثلما يفعل الآخرون وذكر بعده اسم الكاتب وهو محمد بن الشيخ القاضي عبد العزيز بن سويلم.