الشجر، فكانوا في منتهى الإنس والسرور وغياب الهموم.
فقال الرفاق: هيه يا أبو صدام ما رأيك في هذا المكان: أيّهْ وبريدة وسمومها وغبارها؟
فتنهد أبو صدام تنهدا من أعماق صدره، وقال كلمة صارت مشهورة بين أهالي بريدة: (يحول يا اللي ماله بريدة)! ويعني بـ (يحول) أي مسكين أرثي لحاله!
نظم قولته هذه عبد الكريم بن عبد الله الخلف من شعراء بريدة في قصيدة، فقال:
هذه القصيدة يسندها قائلها إلى (فهد المبارك) رحمه الله تعالى، ولهذه المقولة قصة معروفة متداولة بين الناس ويعرفها كل واحد من أبناء هذه المدينة الغالية ولهذا فإنها عنوان هذه القصيدة:
يا فهيد لك كلمة تردد صداها ... في خاطري يومك على سفح لبنان
يوم الطبيعة كشفت عن غطاها ... ردت بك الذكرى على ذيك الأوطان
وقلته لنا كلمة ولا أحد نساها ... ودايم نرددها على مر الأزمان
يا حول من ماله بريدة وغلاها ... ولا له بها مسكن وربع وجيران
هي ديرتي والله ما أنسي هواها ... لو ساوموني في هواها بالأثمان
نبعد ونقرب بس نحفظ غلاها ... ومفارقه ماهوب رغبة ونشوان
هي دوحة للعلم نقطف نماها ... ونفعه تعداها وشمل كل ميدان
فيها رجال العلم فيهم تباهي ... وصوته غدا مسموع في كل الآذان
وهي مورد الظميان لا من عناها ... يلقى بها من كل الأشكال عنوان
وهي روضة ارضه ربيع كساها ... والسيل يمشي في سهلها ووديان
تلقى النفل والشيح فايح شذاها ... وباقي نبات الأرض من كل الألوان
وارجالها انشد عن اللي نخاها ... يعطيك عنهم خير قول وبرهان
ويا لأيمي ما اسمعك ما اقوى بلاها ... ولوني كتبت البعض لابد نقصان
وصالة ربي عد ماهل ماها ... على نبي بيَّن الحق تبيان