للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن من أهم ما بعث به رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا إليه، وأمر به، ورغب فيه، وحذر من التهاون به، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لأنه من ضروريات الدين، وقواعده، وأسسه العظام، ودعائمه الجسام التي لا يستقيم الدين إلا عليها، ولا يحصل الأمن والسلام والاستقرار الأمة بدونه، لهذا أمر الله عباده به أمرًا إيجابيًا، ورتب الفلاح عليه، فلا فلاح الأمة تركت الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم (من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان).

فدل الحديث الشريف على وجوب الأمر بالمعروف النهي عن المنكر على جميع المكلفين من المسلمين، كل بحسب حاله وقدرته واستطاعته، فلو أن المسلمين من الخاصة والعامة قاموا بهذا الواجب حسب هذه المراتب المذكورة في الحديث، وتصدوا للمنكرات، وقاموا بالدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وتعاونوا وتساعدوا كما أمرهم الله، لما حدث من المنكرات التي عمت وطمت، وانتشرت في القرى والأمصار، ولزالت هذه المنكرات، أو خفت على الأقل، وصلح المجتمع الإسلامي بإذن الله، وحصلت الخيرات والبركات.

ولكن لما حصل التهاون والتساهل بهذا الواجب العظيم، ورأى العصاة إغماض أهل الخير عنهم، وعدم المبادرة بالإنكار عليهم، قوي جانبهم، فجاهروا بالمعاصي وأعلنوا فعل الرذائل والقبائح، غير هائبين ولا مكترثين، ولا مبالين بهم، وهذه نتيجة الإهمال وعدم القيام بالواجب.

من ذلك التهاون في الصلاة، وتأخيرها عن وقتها، وعدم المحافظة على صلاة الجماعة، وهذه من أخص صفات المنافقين الذين هم في الدرك الأسفل