فكنت أتعامل معه بأن أعطيه نقودًا مقابل التمر الذي لن يحل موسمه إلا بعد شهور أو قرب سنة ويكتب بيننا خالي إبراهيم العضيب.
وكان ابن مديفر إذا طاب جداد التمر يحضر التمر إلى بيتي طيبًا نظيفًا رخيصًا بالنسبة إلى سعر السوق الحاضر واستمر ذلك عدة سنين.
وقد عرفت منه الديانة ومحبة الخير، وله في ذلك قصص تؤثر مثل قصته مع عبد الرحمن بن نويصر الملقب العيش وقد نقلتها في ترجمة المذكور - أي العيش - في هذا الكتاب.
ومنهم محمد بن حمد بن محمد المديفر كان مع عقيل تجار المواشي الذين يتاجرون بها من القصيم يبيعونها في الشام ومصر وكثيرًا ما يطيب لهم المقام من حيث البيع والشراء إذ يشترون إبلًا ويبيعونها وبعضهم يبقى هناك في هذه التجارة أي تجارة الإبل.
سافر محمد بن حمد المديفر إلى الشام ويقي فيها أو في فلسطين سنوات شَبَّ فيها ابن له وتوجه بإبل إلى الشام للتجارة، وصادف أن أشترى والده منه إبله، ولم يعرف كل واحد منهما الآخر، وذلك لطول المدة التي كانت فصلت بينهما.
وعندما أرادا المكاتبة فيما بينهما الأمر يتعلق بهذه الإبل اكتشفا أنهما الأب وابنه، وتأثر محمد الحمد من ذلك وحمد الله عليه.
أقول: لا ينبغي أن يستنكر هذا فنحن نعرف أمثلة مشابهة له، وحدثنا أشياخنا أن عددًا من عقيِّل إذا غاب الواحد منهم غيبة طويلة ثم لقي بعدها ابنه قبل أن يدخل بيته يسأله، من أنت ولدٍ له يا وليدي؟ فيجيب بقوله: أنا ولد فلان، لأنه لا يعرف أباه لغيابه عنه وهو صغير.