قال: وكان والدي أي جدي أنا مؤلف الكتاب يملك البيت الذي نسكن فيه، ولو كانت الحالة حالة غيره لطالب أهل الدين ببيع البيت واستيفاء مالهم عليه من ثمنه.
فرأيت أن أبيع بيت والدي وأوفي الدين الذي عليه من قيمته والباقي للورثة لأنني لم أستطع أن أوفي دينه الذي عليه من مالي لأنني صاحب دكان أشتغل فيه بما في يدي من الدراهم لي.
فطلبت من (راشد الحمر) وهو دلال معروف أن يحرج على البيت فلما عرف بذلك محمد المسفر وكان صديقًا لي ولوالدي قال لي: يا ناصر أشوف راشد الحمر يحرج على بيت أبوك.
قلت: نعم، نبي نبيعه ونوفي الدين الذي عليه، فقال: إذا بعتوه وين تروح أنت وأهلك؟
قال: وفي ذلك الوقت كان لديَّ في البيت والدتي وزوجتي وابنة لي صغيرة ولي اخوات ثلاث متزوجات في بيوت أزواجهن.
فقلت له: نسوي مثل ما يسوي الناس الذين ما لهم بيوت، قال والدي: وكنت أقول ذلك وأنا في غاية الضيق لأنني لا أعرف أن أحدا من آبائي أو أجدادي سكن في بيت أجرة، بل كلهم كان يملك البيت الذي يسكن فيه ومنهم والدي عبد الرحمن الذي يملك البيت المذكور.
قال: فقال محمد المسفر: هذا ما هو رأي ولا يمكن نخليك تبيع بيتكم، البيت اشتره أنت.
قال: فقلت له: أنت تعلم أني صاحب دكان ولابد من نقود اشتغل بها وهي التي عندي ما أقدر أوفي بها عن أبي.
فقال: من هم الذين لهم دين على أبوك؟ قلت: أولهم أنت الله يكثر خيرك ويوسع لك.