خير وبعد خمس سنين لم يكن بقي في ذمتي من الدين شيء، وبقي البيت في ملكي.
وأهم من ذلك أن ذمة والدي برئت وقد ذهبوا إلى الشيخ عبد العزيز بن بشر وكان أصبح هو القاضي وأثبتوه عنده في صك هو هذا.
قال والدي، وكل ذلك بسبب مساعي محمد المسفر جزاه الله عنا خيرًا.
وهي من نوادر الأخلاق والوفاء للأصدقاء، والسعي في مصلحتهم.
هذا وقد بلغت الوجاهة بالمسفر أن صاهرهم آل سعود فتزوج الأمير عبد الله بن جلوي بن تركي آل سعود أمير بريدة منهم امرأة رزق منها بابنه عبد المحسن.
وكان اسم (المسفر) عندما عقلت الأمور دالًّا على الوجاهة، والمنزلة الرفيعة في نفوس الناس.
وبالنسبة لي وأنا طفل صغير كان المسفر يعنون شيئًا آخر أكثر من ذلك.
فقد رزق أبي بي على كبر ورغم زواجه قبل أمي بثلاث زوجات فإنه لم يعش له ولد ذكر، وقد ولد له ولد ذكر أكثر من مرة ولكنه كان يموت وهو صغير.
وقال لي والدي، بعد أن كبرت أنت - يا وليدي - أول ولد طهرته، وذلك أن الطهار الذي هو الختان لا يجرونه لأبنائهم إلَّا بعد أن يكون الابن قد بلغ ثلاث سنين أو نحوها، وكان والدي فرحًا بي فصار وعمري نحو خمس سنين يمسك بيدي ويذهب بي إلى سوق بريدة الكبير ليكون مثل الذين لهم أولاد يذهبون بهم معهم إلى السوق، وكان له أصدقاء كثير، وهم فرحون بأن يعيش له ابن، بعد أن كان قد شاب شعره قبل ذلك، وكان عمره آنذاك ٥٨ سنة.
وعندما ولدت في عام ١٣٤٥ هـ كان عمره ٥٣ سنة، فصاروا يظهرون فرحهم بإعطائي بعض النقود على غلاء النقود وقلتها عند الناس في ذلك الوقت، ولكن كانت هذه عادة سائغة عند الناس أن يعبروا عما يجيش في