وهؤلاء الأبناء قد أعطوا من حسن المظهر وكمال الأجسام من جهة اللون والإدراك العقلي ما يعجب الباحث في الأمور.
فهم بيض الألوان، ذوو مظاهر جميلة، كما رزقوا وأبناؤهم من قوة الأجسام ما لم يرزق غيرهم من الأثرياء، من ذلك ما حكي أن عبد الله المشيقح كان في شبابه قد كسر بابًا برأسه من أبواب بيتهم.
وكما عرفنا أن بعض شبانهم أرادوا أن يذهبوا بحمار لهم إلى مكان لا يريد أهلهم أن يذهبوا إليه، ولذلك أغلقوا الباب على الجهة التي فيها الحمار من الحوش، فما كان من الشبان إلا أن أخذوا رشاء الدلو من الحسو، وربطوا به الحمار وأخرجوه من فوق الجدار أو الجدران إلى الشارع! ! ! وكان من أعمال شبان المشيقح استقبال الحملات وهي جمع حملة وتعني الإبل الكثيرة المحملة بالبضائع التي كانت ترسل إليهم من الخارج مثل مدن الخليج العربي والعراق والكويت تحمل بضائع وأحيانًا تحمل المؤن كالأرز والسكر بل والقمح، وذلك قبل أن يوجد النقل بالسيارات، فكانت الحملة الواحدة تتألف من ثمانين بعيرًا إلى مائة بعير، وقد شاهدناها آنذاك مرارا وهي تأتي إلى دورهم التي فيها مستودعاتهم أو غيرها من أماكن المستودعات لهم فيسارع شبان المشيقح إلى إنزال الأحمال عن الإبل بسرعة من أجل أن يفسحوا الطريق للإبل الأخرى ويدخلونها في المستودعات، ولا يستنكفون عن ذلك، أو يقولون: إنهم أغنياء وينبغي أن يعينوا أناسًا غيرهم لهذا العمل، وذلك لنشاطهم الجسماني.
وأذكر أن صالح الحفيتي وكان له دكان مجاور لدكان والدي في شرق السوق الكبير القديم في بريدة، فتأخر في فتح دكانه في صباح يوم ثم جاء يجر رجليه متثاقلًا ويئن فسأله والدي عما به، فقال: مررت من عند حارة المشيقح فوجدت عندهم حملتين عليها البضائع من السكر وطوائق الخام فقلت من باب المجاملة: نعاونكم؟