ونعود إلى ما يتعلق بعبد العزيز بن حمود بن مشيقح بالذات فنقول:
حدثني عثمان بن عبد الله الدبيخي، قال: أصاب الناس جدب ومحل في عشر الستين، أو قال عشر الخمسين من القرن الرابع عشر فغلا السعر وزاد ثمن القمح والتمر حتى أرهق الفقراء.
فجمع عبد العزيز بن حمود المشيقح طائفة من التجار المعروفين بأن عندهم طعامًا من التمر والحبوب للتجارة وقال لهم: لقد تضرر الناس بالغلاء، وبعضهم صار لا يستطيع شراء حاجة عياله منه فنريد أن نخفض أسعاره فنبيع عليهم مثلما كان عليه السعر قبل الغلاء.
قال: وأنا أول من يطبق ذلك بنفسه.
قال عثمان: ولقد رأيته أمام دكانه في أسفل سوق بريدة القديم تأتيه أكياس العيش الكبيرة فيبيع على الفقراء والمحتاجين بنصف السعر وأقل من ذلك وكان ابنه محمد هو الذي يكيل للناس، ولا يبيع على الغني أو ميسور الحال، وكان جالسًا عنده رغم شيخوخته، ولم يعتمد في هذا الأمر على أولاده الذين كانوا أطوع الناس له وأسرعهم إلى خدمته.
قال عثمان الدبيخي: فتأثرت من ذلك وجلست بجانبه أدعو له، فقال: يا عثمان يا ولدي: أنت تعرف الرزق اللي رزقنا الله إياه، والله إني وأنا شاب أروح لعنيزة على رجلي أدور الربح في التجارة حتى فتح الله عليَّ.
وحدثني عثمان الدبيخي أيضًا قال: عندما توقفت تجارة عقيل الذين هم تجار المواشي الذين يذهبون بها إلى الشام أصاب الضرر المالي أكثرهم لأنهم لم تكن لهم وسيلة رزق إلَّا هي فذهب اثنان من أعيانهم إلى المشيقح ليستدينا منهم لحاجتهم إلى النقود.