وأحفاده الصغار في الحضور إلى المسجد، أما الكبار فكلهم طلبة علم لا يحتاجون إلى تفقد وتراهم جميعًا يحفون به من كل جانب، وينظرون إلى حركاته.
وإذا كان في المسجد يتفقد الفقراء والمعوزين من أهل المسجد ومن غيرهم ممن يصلي معه رجاء عطفه، فقل أن يفوت وقت من أوقات الصلاة دون أن يكون له فيه بر وإحسان إلى أحد المستضعفين وهو يكرم طلبة العلم ويخصهم بالإحسان إليهم ولو أقسم إنسان أنه لا يوجد طالب علم محتاج في بريدة وضواحيها لا يصله بر هذا الرجل فإني أعتقد أنه لا يحنث.
كما أنه لا يوجد أسرة من الأسر المحتاجة في بريدة لا تصل إليها صدقة هذا الرجل، وله معرفة دقيقة بأحوال الناس، كما أنه قد رزق بأولاد نجباء ساروا على نهجه وخدموه مدة حياته، وساعدوه على تنمية ثروته، وأشهرهم عبد الله ثم صالح ثم حمود ثم محمد ثم عبد الرحمن ثم عبد المحسن ثم إبراهيم، وكلهم طلبة علم، ولكل واحد من هؤلاء أولاد وأحفاد أدركوا جدهم وخدموه وساعدوا على خدمته.
وكان يسكن هو وأولاده في بيوت متجاورة، يدخل بعضها على بعض، أما بعد صلاة الظهر فإنه يستمع للقراءة التي تكون في مسجده عند أحد العلماء الذين أسلفنا ذكرهم، ثم يذهب إلى منزله فتدار القهوة والشاي إلى قرب أذان العصر، فهذا داخل وهذا خارج، وقد يمتلئ مجلسه من الناس، فهذا يباع عليه وهذا يدين، وهذا يسدد ما عليه، إلى غير ذلك، وهذا يطلب جاهها أو وساطة.
ولم أر إنسانًا في بريدة يبذل نفسه للناس مثل ذلك الرجل وأولاده، وقد عمر أكثر من مسجد في بريدة، ولا يعمر في بريدة مسجد في زمنه إلا ويساعد على عمارته.
وكان الشيخ عبد العزيز المشيقح من أكبر المؤيدين للمشايخ آل سليم، وله تأثير على بعض الأعيان بتأييدهم.