المجتمع، حيث أوكل إليه مهمة فض المنازات في ممتلكات والده من الأراضي الشاسعة مع الغير وفي استخراج حجج الاستحكام لكافة العقارات المتشعبة بكافة المواقع وبكل ما فيها من مشاكل وخصومات متعددة وتجهيز للأوراق، وسلك في تعامله مع الخصوم أسلوبًا موضوعيًا ومعتدلا يقوم على التوجه الموضوعي في العرض، يحاكم نفسه قبل محاكمة الغير ويستقبل في الجلسة تجاوزات وأخطاء بعض الخصومة فيفرغها دون انفعال.
بل كان يحرص على استقطاب بعض إخوته الصغار وكذا أبناء إخوته ممن يتوسم فيهم القدرة والتمكن على المحاماة ويحثهم على حضور الجلسات وعلى متابعة المنازعات وتدريبهم على منهج المرافعات وعلى التحكم بالمشاعر أثناء المنازعات مع الخصوم.
ولعل أشهر القضايا التي خاضها بنجاح وتوفيق تصفية جميع أراضي الخبيب من المشاكل والتعديلات رغم كثرة عددها وكذا كافة قطع الأراضي الواسعة والمتعددة المواقع واستخراج حجج الاستحكام لها رغم كثرة الخصوم الذين ينازعون عليها، كما أنه يعتبر المسؤول الأول عن تجهيز قافلة الحج التي يرسلها جدنا عبد العزيز رحمه الله كل عام والتي كانت تجهز بالجمال وتدعم بالرجال وتزود بالمؤن والأطعمة وتستقبل كافة الراغبين من أفراد الأسرة ومن خارجها، ذلك أنه كان صاحب خبرة بأنواع الجمال وكافة أنماط السلع التموينية. كما أنه المسؤول رحمه الله عن تزويد المنزل الكبير للأسرة بكل متطلباته من المؤن بدءًا بمواد الغذاء ولوازم الطبخ وكذا كسوة الموسم من الملابس للصغير والكبير وانتهاء بالإشراف على أعمال الصيانة لمرافق المنزل.
ولأن المزارع كانت تمثل آنذاك مصدر التمويل الرئيسي للحياة من غذاء وسلع تجارية ومواد بناء وأجهزة تدفئة وقود ومراكز للتسلية والراحة وجلب الماء