للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يا شيخ أثكلتنا من ذا يؤنسنا ... ومن يسائل عنا في المغيبات

تلقى التواضع مع لين لجانبه ... لا الكبر يعرفه ولا الممارات

يا شيخ إني لأبكي حين أفقدكم ... وأنت في رحلة تبقى سويعات

فكيف لما رحلتم مثل سابقكم ... أبقيتموني رهينًا وسط حسراتي

أبكي عليك ودمع العين يغلبني ... والهم يحرق قلبي مع حشاشاتي

أبكي عليك وكل الصحب قد نشجوا ... دمع المحاجر مشفوعًا بآهاتي

كانت مجالسنا بالأنس عامرة ... واليوم أضحت خلاءً من قراءات

هذا وحدثني شيخ له قدم ... عنه باول عمر في الهدايات

أيضًا وأثنى عليه الشيخ عالمنا ... فهد العبيد بأخلاق مضيئات

شيخي وحبي الذي لازمت حضرته ... عقدين زادت بخير في الزيادات

يحب أهل التقى يبغض لضدّهم ... فمن ظلوم جهول مجرم عاتي

سليم قلب من الأضغان أو حَقد ... يدعو لمن ندّ دومًا بابتهالات

إني لأذكره دومًا فاشكره ... أفادني عن شيوخ العلم مرَّات

معمر في التقى لا الهزل يملكه ... بالجد عاش ولا يرضى الإهانات

وخاشعًا ضارعًا تجري مدامعه ... من خشية الله في وقت المناجاة

وطاهر القلب من غش ومن دغل ... سلامة عرفت منذ البدايات

إذا ذكرت له في العلم فائدة ... تلقي حريصًا على كل الإفادات

سبحان من خصَّه بالفضل في زمن ... تكالبت فيه أرواح المجارات

شيخ بهيّ وقور في تقشفه ... تري به القوم من أهل الحكايات

زهد وعلم وتوحيد ومعرفة ... ودعوة وهدى تلقى البصيرات

فيه التقى والصفا مع حسن معتقد ... مع الوفاء وأخلاق بهيّات

لهفي على الشيخ من وجد ومن كمد ... لهف المحب على أهل الكمالات

فشيخنا الشيخ من كانت مودته ... لله أعني به بدر الدجنَّات

فهد العبيد الذي ما كنت أذكره ... حتى تسيل دموعي من صباباتي

فشيخنا عجب في كل سيرته ... في الصبر يحنو على كل القرابات

يملي المواعظ عن علم ومعرفة ... يمضي بحدث عن أهل المصافات