أما إذا ذكر الأشياخ من سلفوا ... تراه ينشج شوقًا للمنيرات
يا لوعتي من فراق الصحب كلهم ... أبكي على طلل دون الثنيات
أبكي على زمن كنا نسامرهم ... في العلم والذكر تارات وتارات
إني لأذكرهم جمعا فأندبهم ... لما رأيت سواهم في البطالات
فليلهم مشرق في حسن بهجتهم ... لما خلوا فيه حقًّا بالمناجاة
أما النهار تراهم في تعاملهم ... في الصوم والوعظ حقًّا والزيارات
فكلهم قد مضى والعلم ديدنه ... ما كان يشغل إلَّا بالعبادات
يا لهف نفسي عليهم قمت أندبهم ... أمسي وحيدًا أنادي باستغاثاتي
يا رب ألحق محبًا في محبتهم ... يرجوك ترحمه عند الموافاة
وأن تمتعه دهرًا تثبَّته ... على الصراط إلهي بالمعافاة
يا رب أسكنهم الفردوس عاليهُ ... وارفع منازلهم في وسط روضات
ثم الصلاة على المختار سيدنا ... محمد المصطفى من ذي البرايات
والآل الصحب ما ناحت مطوقة ... تبكي على الإلف في أفنان إيكات
ومنهم الشيخ سليمان بن عبد الله بن عبد العزيز بن حمود المشيقح، إمام مسجد السليم في بريدة.
ولد في عام ١٣٢٦ هـ.
وطلب العلم في أول عهده كما هي حال أكثر أبناء المشيقح، ثم سافر إلى البحرين وعاد إلى المملكة فصار من كبار رجال المال والأعمال الذين يتلقون البضائع من خارج بريدة فيبيعونها، وبالعكس فصار عنده عمل تجاري كبير، وصاهر أسرة القصيبي.
وكان مترفًا متمتعًا بالحياة.