إليه، فالدراسة التي بين يدي القارئ تستحق الوقوف أمامها واستخلاص النتائج التي تطرحها وعرض تلك النتائج على محك النقد والتأمل لتكون لبنة ضمن مكونات مشروع حضاري شامل، ومن أصحاب مناهج متعددة.
ويهمني وأنا أقدم هذا العمل إلى القارئ أن أشير إلى جهود سابقة للمؤلف نشرت في أكثر من كتاب تعكس اهتماماته وما يتمتع به من حس حضاري واستشراف للقادم، وأنا واثق أن المؤلف سوف يكون له شأن عظيم بإذن الله إن هو واصل استثمار وقته وفكره في الدراسات المستقبلية التي أجزم أنها غدت علما يتخصص فيه المهتمون به، وتفرد له جامعات الغرب أماكن في برامجها وخططها وتنفق على أبحاثه بسخاء وكرم". انتهى.
ومقدمة الدكتور محمود محمد سفر أطول من مقدمة المؤلف الواقعة في ٣ صفحات وقال المؤلف فيها:
"المعجزة التي رسمها الشعب الياباني في مسيرته الحضارية المعاصرة ليست بدعا يصعب تصوره وتحققه لدى الشعوب في الأمم الأخرى، لكنه العزيمة والتصميم، والرغبة في تحقيق الاكتفاء.
هل تملك اليابان مقعدا مؤثرًا في زمام الريادة الدولية في المستقبل؟
سؤال يحمله عنوان هذا الكتيب، وتحاول المواضيع التي يضمها أن تقترب من الإجابة في أكثر من وجه، فالريادة لا تكتسب بالقوة العسكرية التقليدية المألوفة، وفي فنون القتال وامتلاك ترسانة من الأسلحة المدمرة التي جربت أرض اليابان فتكه وتدميره - كما كان شرطا لازما لتحقيق ذلك في السابق، ولكن من خلال قوة العصر الجديدة المتمثلة في حجم المعلومات وصنعها واستثمارها، وفي مستوى