ألا، يا محمد يا ابن العبودي ... تَسَمَّعْ يا أخي مني مقالي
جوابا للذي قدجاء منك ... كنور ساطع مثل الهلال
فقد أحسنت فيما قد نظمت ... جوابًا شافيًا مثل الزلال
فأنت لنا الرفيق بغير ريبٍ ... وأنت لنا الصديق مدى اليالي
وقد فقت الزمان بلا ارتيابٍ ... فلم يوجد مثيلك في الرجال
فقد نلت الفصاحة يا محمد ... بصوت واضح بالحق عال
دعوت الله إن يجزيك خيرًا ... فإن الله يعطي لا يبالي
لعل الله إن يؤتيك علمًا ... وأن يجعلك من أهل المعالي
وقد جئناك بالتقصير فاسمح ... وما كنا مثالك في الكمال
فنظمك كالعقود إذا تراءت ... ونظمي كالجبائر في الحبال
ألا فاكتم نظامي يا محمد ... عن الأخوان لا يدروا بحالي
ألا بلغ سلامي يا صديقي ... على من كان حبك في الرجال
في آخر صفر سنة ١٣٦٥ هـ.
وكتب إليَّ أيضًا:
أتاني نظام من صديق أحبه ... فيا ليته يدري الذي كان في صدري
من الحب لو يدري به كان عاذرًا ... وما كان يهوى من صحابته غيري
وقد جاءني من نظمه بمحاسن ... تلألأ نورا مشبه الشمس والبدر
أتاني به من كنت أظهر قدره ... علي صديقي ما بقيت عليّ الدهر
ألا يا العبودي يا صديقي ألا ترى ... بأنك من أحبابنا لست ذا غدر
وعلم العروض اليوم أن انطماسه ... فليس يجي في القول والظن والذكر
وما كان في أوقاتنا من بقية ... سواك صديقي صاحب الرأي والفكر
أتاني نظام من صديقي قرأته ... فما فيه من زور كذاك ولا نكر
وناظمه لا شك فيه بأنه ... صديق لنا مهما بقينا من العمر
فلما أتاني امتثلت لأمره ... وقلت له أهلا بمن جاء كلبدر