للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والصغير لا يعرف الأمور الزوجية، فقد تزوجت وأنا صغير وكادت زوجتي تضيع من ذمتي بأسباب صغري لأنني لا أحب زوجتي وأردت السفر للشام في أواخر القرن الثالث عشر الهجري لأتزوج بنت رجل من أهل بريدة يقيم في الشام وتهيأت للسفر وأوصلت زوجتي لأهلها الحميدان في العكيرشة الضاحية الواقعة شرقي بريدة وركبت مطيتي واتجهت لتوديع زوجتي وأصهاري في منزلهم وأنا في طريقي إلى الشام وودعتهم وركبت راحلتي وأخذت طريقي، وبعد أن بعدت عن بستان أصهاري ومنزلهم التفت إلى بيتهم وكنت بعيدًا عنه والمطية تسير في دربها فإذا أنا المح زوجتي واقفة في السطح تنظر إليَّ ومضيت في طريقي وهي تنظر إليَّ حتى بعدت عنها وصرت لا أراها لبُعد المسافة فتأكدت أنها تحبني وتحركت مشاعر حبي نحوها وصرت أحبها احترامًا لحبها وهي لا شك أنها كانت تحبني لكنني لم أدرك ذلك فلم يقع قبل حبها في قلبي وسبب هذا صغر سني وجهلي بالأمور الزوجية.

وسافر الرجل إلى الشام للتجارة وعاد عادلًا عن الزواج بفتاة أحلامه التي حل محلها زوجته الأولى وعاش طول حياته معها ولم يتزوج غيرها، وفاة لحبها، وقد عمر وسافر إلى إيران والعراق والشام وتجول في كثير من الأقطار داخل جزيرة العرب، وكان حاد البصر ويسافر بمفرده لشجاعته ومعرفته بالطرق.

وقد عمر صالح المطلق البراك وعاش أكثر من مائة سنة، وقد مرض ولازمه ولده محمد في مرضه وانقطع عن الكسب وبر لولده، وقد استدان المصاريف بيته وله قصيدة وجهها لوالده علي يشكو إليه وضعه المالي ولملازمته لوالده وكثرة الدين عليه، ويطلب من ولده علي إسعافه بالدراهم، وقد وفي ولده علي فبعث إليه بما يحتاجه من المال (١).


(١) ملامح عربية، ص ١٣٠، ممم ١٤٠ ممم.